"بسطة صغيرة" لعلّها تسُدُ رمق عائلة أنهكها الفقر

خانيونس

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: مع حلول شهر رمضان، يحاول الابن الشاب سمير  ( 25 عامًا ) من بسطةٍ صغيرةٍ على الشارع شرق خان يونس توفير ما يسد حاجة أهله، وأخته الجامعية من رسومها المتراكمة. وتدبير أمور البيت بالقدر المستطاع، وهو الذي ينتفع من بسطته بشواقلٍ قليلة في اليوم لا تفعل الكثير بالنسبة له.

البيت المتواضع الذي يعيش فيه سمير برفقة أهله يروى معاناتهم هذه الأيام، والحال الصعب الذي يعيشون فيه، فقد حل شهرُ رمضان على العائلة وهي في أصعب ظروفها المادية، ناهيك عن تراكم الديون والالتزامات الكثيرة.

لا ينكر سمير أنه عمل قبل مدة بسيطة ضمن عقدٍ لشهر واحد مع احدى الجمعيات الموجودة في منطقته، وحينها استبشر خيرًا بأنه سيجد أخيرًا حلًا لمشكلة المصروف وتدبير أمور عيشهم. ليتفاجأ بعد فترة أن مدة العقد غير قابلة للتجديد أبدًا رغم تمديدها لبعضٍ ممن قبلوا للعمل معه في نفس الفترة على حد قوله.

يقول لزمن برس:" كل شيء هنا في غزة له ثمن، الحياة مُكلفة من كل النواحي، لو توفر مصدر رزق ثابت لكان أفضل من بسطة الشارع التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، ولم أعد قادرًا على الوقوف ساعات طويلة تحت حر الشمس، وفي شهر رمضان حيث الصيام والتعب".

ويتابع:" المؤسسات والجمعيات هنا لا تحل شيئًا، كثير هي المرات التي قرعت فيها أبوابهم لحل مشكلتنا أو توظيفي على الأقل ضمن بند البطالة أو أي شيء آخر يخرجنا من هذا المأزق، مرت الأيام سريعًا وزاد الوضع سوءًا ولم تفي المؤسسات بوعودها".

أما والدته ( 45 عامًا ) فلا تخفي أبدًا صعوبة الحال والعيش، ولا تنكر أنها في كثير من المرات تفكر في شراء مستلزمات الشهر الفضيل من مأكل وغيره، إلا أن الوضع المادي الصعب يرجعها عن التفكير في هذا الأمر.

إذ تقول:" بدناش غير ربنا يفرجها علينا، وييسر أمورنا، ويصلح حالنا، ويسخر اولاد الحلال يوقفوا معنا في محنتنا هذي، البسطة ما بتعمل شيء أبدًا، دوبوا ابني يصرف علينا ويمشي وضع أخته في الجامعة، ويحقق أحلامه اذا ظل عنده حلم بعد للي شافه من صعوبة هالحال".

يعود سمير قائلًا بحرقة:" ليه الشب في هالبلد بيظل مرمي على بسطة طول اليوم، وغيره في بلد ثاني متوظف وباخذ مرتب منيح، لو فيه انصاف ما كان وصلنا لهذي الحال أبدًا".

ويطالب قائلًا:" أتمنى من فاعلي الخير والمؤسسات المعنية الوقوف لجانبنا، ومساعدتي على تجاوز هذا الظرف الصعب أو توفير عمل بسيط أعتاش من وراءه، وأستطيع معه تدبير أمورنا، على الأقل هذا سيدخل الفرحة لقلوبنا".

ويتساءل:" لو كان لدى أحد منا ثلاث أخوات في الجامعة، ظل على مدار السنوات، يستدين من هذا وذاك، ويسترزق ببسطته الصغيرة، لمساعدتهن على التخرج، هل سيستطيع تجاوز هذا الأمر بسهولة دون أن يثقل كاهله ؟ ".

ظل سمير ولا يزال لمدة سنوات يسترزق من بسطةٍ صغيرةٍ على شارعٍ عام في بلدة عبسان شرق خان يونس، كان يحلم أن يؤسس بيتًا ويتزوج، لكن كل ما يدخله من بسطته إلى البيت لا تنقضي أيام وإلا وينفقه لأجل تعليم أخواته الجامعيات، أو شراء ما يلزم للبيت من مستلزمات.

للتواصل مع سمير: 0598270471

 

 

حرره: 
م.م