لم نتلق أي بطاقة

جبريل الرجوب

بوعز بسموت

لقد كان هناك منتصر واحد كبير أول أمس في المؤتمر الـ 65 للفيفا. لم يكن ذلك جبريل الرجوب ولا عوفر عيني، المنتصر الكبير يدعى سف بلاتر. رئيس الفيفا السويسري نجح رغم قضية الرشوة الاكبر في تاريخ المنظمة، والمعارضة الاوروبية لفوزه بولاية خامسة. ايضا لكرة القدم يوجد بابا.

ليس عبثا أننا ركزنا جهودنا في موضوع طرد إسرائيل من المنظمة، نظرا لأنه في الماضي فقط جنوب افريقيا في عهد الابرتهايد طُردت من الفيفا، فانه من نافل القول ماذا ستكون تداعيات نجاح خطوة كهذه. ايضا الحقيقة السارة بأننا للمرة الاولى منذ اربع سنوات لم نصعد فيها إلى المونديال لم تكن لتعزينا. إسرائيل كانت ستحصل أخيرا على التوقيع من منظمة مهمة كدولة فصل عنصري. نجاح هذه الخطوة كان سيعطي دافعا لمبادرات اخرى في منظمات دولية اخرى. هذا أمر خطير، وهو بالضبط ما جاء يبحث عنه الرجوب.
لقد سحب الرجوب أخيرا الطلب في الدقيقة التسعين، فقط لأنه فهم أن الطلب لن يحصل على الاغلبية المطلوبة، 95 بالمئة من بين الـ 209 ممثلين. جبريل لم يأت إلى زيوريخ لاعطائنا الهدايا، لقد جاء كجزء من فكرة جيراننا في رام الله لمناكفة إسرائيل في كل محفل دولي ممكن. بالمناسبة، قبل نحو اسبوع كانت هناك مبادرة مصرية لنزع السلاح النووي من الشرق الاوسط، وهي خطوة لم تتحقق. هذا ايضا انجاز لإسرائيل، الامر الذي يثبت أن التسونامي السياسي لم يصل بعد.
حتى لو أنه احيانا يبدو النقاش وكأنه في سوق (هل نحن في سويسرا؟)، عندما بلاتر فجأة تساءل أين محاميّ (…) من الجيد أن هذه القصة انتهت بالمصافحة والمصالحة بين عيني والرجوب. الاستنتاج النهائي بالنسبة للفلسطينيين هو أنه عن طريق المفاوضات يمكن أن نربح أكثر مما نربح في المواجهة.
الرجوب استل بطاقة حمراء في النقاش بصورة رمزية ضد العنصرية (ايضا نحن) وأدخلنا في الموضوع (وهنا اختلفت طريقنا. لقد صدق عيني عندما لم يدخل في النقاش السياسي ولم يبدأ بأن يشرح له ما العمل في الوقت الذي يوجد فيه في غزة وفي الضفة إرهاب. ليت كل هذا كان من خلفنا، وكنا أخيرا نلعب كرة القدم ضد الفلسطينيين (رغم أنه ليس مؤكدا أننا سنفوز).
لقد تجولت أمس في المواقع المختلفة لرؤية كيف يرى العالم موضوع الطرد الذي لم يكن. العالم ركز أكثر حول موضوع بقاء بلاتر، في الحرب بين الفيفا والأوفا، وفي الصراع الدبلوماسي الكبير بين الروس (مستضيفي مونديال 2018) وبين الأمريكيين، الذين كشفوا قضية الرشوة الكبرى. قصتنا؟ كان هناك موقع في بريطانيا ادعى أن الفيفا رفعت لإسرائيل بطاقة صفراء… كما هو مفهوم موقع إسرائيلي.
الطرد الذي لم يكن عاد إلى حجمه الطبيعي. إسرائيل لم تتلق بطاقة حمراء ولا صفراء. لقد فهم الرجوب أنه في زيوريخ لن تقوم الدولة الفلسطينية. لكن علينا أن نأمل بأنه فهم أن هذا الاسلوب، إما نحن أو هم، (طلب طردنا)، قد انتهى عهده حتى المرة القادمة.

إسرائيل اليوم

 

حرره: 
م.م