تحدي الدهس وسياسة الردع

صحافة عبرية

من إجل إيقاف هذه العمليات يجب معاقبة القاتل وأسرته

يوسي بن اهارون

في جنازة شالوم يوحاي شركي قبل اسبوع ونصف ـ الذي قتل في عملية الدهس في القدس ـ قال والده الحاخام أوري شركي: «جئنا إلى ارض إسرائيل من اجل العيش فيها لا من اجل دفن موتانا فيها».

الحاخام شركي هو واحد من كبار الحاخامات والمحاضرين في معهد مئير في القدس، الذي درس فيه آلاف التلاميذ، رجال الجيش، التائبين والمتهودين. الحاخام الذي هاجر من الجزائر عن طريق فرنسا ـ معروف ومحترم جدا في اوساط اليهود المحليين في فرنسا، ويخطب من حين إلى آخر أمام الجماهير في شتى أرجاء فرنسا.
إن قتل شالوم يوحاي شركي من شأنه التسبب ليهود فرنسا بالخوف من الهجرة إلى إسرائيل. الحاخام شركي في خطاباته يدعو باستمرار إلى الهجرة إلى إسرائيل، يمكن أن يُسأل من قبلهم ـ لماذا سنهاجر اذا كنا نحن ايضا من الممكن أن نقع ضحايا لعمليات مشابهة؟.
صحيح، المشكلة هي كيف سيتم ردع المخرب المنفرد عن تنفيذ مأربه. اوساط الامن والشرطة رفعوا أيديهم، بادعاء أنه ليس بالامكان التوقع مسبقا وتشخيص المخرب المحتمل قبل أن يقرر تنفيذ مأربه. تم الحديث في الماضي عن عقوبة الاعدام كرادع. الموضوع كان مختلفا فيه والاغلبية عارضت ذلك سواء لأنه ليس هناك ضمانة بأن تردع عقوبة الاعدام القاتل القادم، أو خوفا من الادانة والضغوط من الدول التي تعتبر متنورة. في الواقع الراهن فان المخرب القاتل يعرف أنه ينتظره سجن طويل، كما أنه يعرف أنه بوجوده في المعتقل سيحظى بمنح سخية له ولعائلته ويستطيع المشاركة في الدروس الدينية واستكمال تعليمه العام والاكاديمي، ويستطيع ايضا توقع الافراج عنه من المعتقل في صفقة التبادل القادمة التي ستأتي بالتأكيد.
ليس بالامكان أن تكتفي الدولة بمعاقبة القاتل وحده، لأنه يتحول إلى نموذج لاولئك الذين سيطبقون طريقته ويسيرون في اعقابه. لهذا من الواجب تبني طرق لتبديد حوافزه وردعه عن اختيار طريق الإرهاب القاتلة. المخرب المحتمل لم ينمُ في فضاء فارغ. لقد نما وتعرض منذ طفولته إلى التحريض اليومي، الذي هيأه عقليا وايديولوجيا لقتل اليهود. وفي حال قيامه بتنفيذ مأربه سيغدقون عليه، عائلته واصدقائه والسلطة الفلسطينية، التكريم، سيسمون شوارع أو أندية كرة قدم على اسمه وستحظى عائلته باحترام وبمنحة كبيرة.
لقد حان الوقت لتواجه منظومات السلطة والقضاء في إسرائيل هذا التحدي. لو عرف المخرب القاتل أن عائلته ستدفع ثمنا عن اعماله فانه سيفكر مرتين، سيتردد وربما سيتنازل عن عمله. لهذا يجدر وضع انظمة تفرض عقوبات على أبناء العائلة المقربة للقاتل، مثل منعهم من زيارة اقاربهم خارج البلاد، عدم منحهم تصاريح عمل في إسرائيل، عدم السماح لهم بالخروج إلى خارج البلاد إلا باتجاه واحد، عدم السماح لهم بزيارة القاتل في السجن. هذه العقوبات ليست عقوبات جماعية لأبرياء، لكنهم مساعدو القاتل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

إسرائيل اليوم

يوسي بن اهارون

حرره: 
م.م