المؤامرة الإسرائيلية

المؤامرة

بقلم: نداف هعتسني

وصلت لي مقابلة تلفزيونية مع ألون ليئيل، مدير عام وزارة الخارجية السابق، تم تصويرها قبل عدة اسابيع. في المقابلة يصف ليئيل نفسه كمن بادر إلى كتابة وثيقة «الألف اسرائيلي» للبرلمانيين في اوروبا الذين يدعون الاوروبيين للاعتراف بكيان أبو مازن كدولة. ليئيل يفصل تفاصيل المؤامرة التي طبخها هو واسرائيليين آخرين، ويواصلون التعب عليها بتعاون وثيق مع الفلسطينيين. هم يخططون لابعادنا من الامم المتحدة أو تركيعنا بواسطة مجلس الامن والتسبب لنا باقامة دولة فلسطينية رغما عنا.

هذه مؤامرة لاقلية بسيطة، تحاول اجبار القيادة المنتخبة واغلبية الناخبين الاسرائيليين بواسطة ضغط اجنبي على اقامة دولة فلسطينية رغما عن رغبتنا. في هذه المقابلة يضع نفسه، ذلك الذي كان سفيرا لاسرائيل لسنوات طويلة، كمن يعمل ضد الدولة والجمهور. إنه يقوم بذلك بنفسه ويشهد على نفسه.
في هذه المقابلة يتفاخر ليئيل بأنه في السنة الاخيرة ونتيجة لعمله وعمل مجموعة الاسرائيليين العاملين مع الفلسطينيين في أرجاء اوروبا، فقد قامت تسع برلمانات اوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. إنه يروي بانفعال كيف تحفظ الاوروبيون في الماضي من الاعتراف بالفلسطينيين وكيف نجح هو ورفاقه في اعطاء «زخم» للنضال الفلسطيني ضد اسرائيل. وكيف أنهم خلقوا زخما سيجر كل اوروبا.

هو يأسف على موجة العمليات الاخيرة التي حدثت في اوروبا، ليس، لا سمح الله، بسبب الضحايا أو بسبب القتل الإسلامي ولكن نظرا لأن ذلك خلق «تردد» لدى المشرعين الاوروبيين. ولكن ليئيل يهديء من اثر هذه الموجة ويقول انهم يواصلون العمل. الان هو يؤكد، سيصل ذلك إلى فنلندة وسلوفانيا وسويسرا وبعد ذلك ستتحقق ذروة المؤامرة. سيقود ذلك إلى ان يعترف كل اعضاء مجلس الامن بالدولة الفلسطينية، وسيدخل ذلك الولايات المتحدة في معضلة تمنع منها فرض الفيتو. حينئذ «سيتم الاعتراف بفلسطين كدولة في الامم المتحدة بدون مفاوضات».

وهذا الامر حسب اقوال ليئيل «كابوس بالنسبة لاسرائيل». ونتيجة الكابوس الذي يخطط له مدير وزارة الخارجية السابق ستكون حسب اقواله: «اذا حدث هذا فسيقومون بالعمل من اجل طرد اسرائيل من الامم المتحدة، وهذا وضع لا يستطيع أي زعيم اسرائيلي أو حكومة اسرائيلية أو الجمهور الاسرائيلي أن يسمح به لنفسه. هذا سيغير قواعد اللعب». هكذا فاما ان يؤدي إلى طردنا من الامم المتحدة أو سيكسر اسرائيل ويقيم فلسطين.

الحقيقة، الوثيقة التي تحبس الانفاس، التي تكشف الصناعة الاسرائيلية التي تبني شبكة اعدائنا في ارجاء العالم. اولئك الذين يحاولون اجبارنا بالتهديد والمقاطعة القيام بعمل لا تريده الحكومة واغلبية الاسرائيليين. الامر الذي من اجله انتخب اغلب المصوتين نتنياهو بعد ان تعهد ألا تقوم دولة فلسطينية.

المقابلة مليئة بالتعالي الذي يثبت إلى أي درجة ليئيل واشباهه لا يحسبون لنا حسابا. انهم يعرفون ان ليس لديهم ولن تكون اغلبية ديمقراطية ليسقطوا علينا رؤيتهم التي ينظر اليها اغلبية الاسرائيليون ككارثة، ولهذا فانهم ينوون كسرنا بالقوة، من الخارج.

إن اعمال ليئيل وشركاءه تمثل تجاوزا للخطوط. الحديث يدور عن سلوك لا يستطيع المجتمع الاسرائيلي احتماله وعليه أن يلفظ ويدين من يشارك فيه. لان الامر لا يتعلق بتعبير عن الرأي ولكن بعمل يكسر قواعد اللعب للديمقراطية والمجتمع.

في كل الاحوال، الحكومة الجديدة التي ستشكل يجب عليها اتخاذ كل الخطوات وان لزم الامر ان تعدل القانون من أجل احباط المؤامرة التي حاكها ليئيل وشركاءه ضد دولة اسرائيل.

معاريف 

 

حرره: 
م.م