من قال إن الوضع سيكون أفضل بعد سنتين

شموئيل روزنر

في شباط 1983 وقع اثنان من الأعداء الألداء السابقين على مقالة مشتركة ضد عدو مشترك. الموقعان هما رئيسان سابقان للولايات المتحدة اللذان قبل سبع سنوات فقط، في 1976، تصارعا على الوصول إلى البيت الابيض. جيمي كارتر فاز وجيرالد فورد خسر. في نهاية الامر كلاهما كان رئيسا لدورة واحدة. في حالة فورد كانت الفترة اقل وكلاهما كان رئيسا نجحت حكومة اسرائيل في اغضابه. اسحق رابين اغضب فورد إلى درجة انه اعلن عن اعادة تقييم علاقات اسرائيل والولايات المتحدة. مناحيم بيغن اغضب كارتر إلى درجة أنه نجح في اخفاء معالم الذكرى الايجابية للتوقيع على اتفاقية السلام بين اسرائيل ومصر.
كان بيغن هو العنوان الموجه له المقال المشترك لفورد وكارتر. لقد كتب «على اسرائيل وقف بناء المستوطنات». وكذلك إن اسرائيل هي «العقبة الاساسية لكل مبادرة عربية معتدلة». منذ ذلك الحين توقف كارتر عن كتابة اشياء اكثر سوءً عن اسرائيل. فورد اكتفى بذلك وهو الان ليس معنا.
تذكرتهم وتذكرت مقالهم هذا الاسبوع خلال محادثة مع أحد الامريكيين المحبين لاسرائيل في الطريق من فيلادلفيا إلى أتلانتا. «من قال لك إن الوضع بعد سنتين سيكون أفضل؟» سأل الامريكي بتحدٍ.
هذا سؤال قاطع ومهم حول علاقات اسرائيل والولايات المتحدة التي تواصل تدهورها ويجب أن نزيد حدته قليلا: «من قال إنه بعد ذهاب براك اوباما سيأتي رئيس اكثر تأييدا؟». لقد مر اكثر من اسبوع منذ انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة اسرائيل ويبدو أنه يصعب على ادارة اوباما أن تستيقظ من الصدمة. الادارة «تصدق» نتنياهو، وهذا بالامريكية «لا تصدق نتنياهو». رجال اوباما اختاروا تصديق ما يعتقدون أن نتنياهو يعتقده. واختاروا عدم تصديق ما يقول نتنياهو إنه يفكر به. وهذا بالطبع حقهم. لا بأس، هناك اسرائيليون لم يعاملون اوباما بطريقة مشابهة. الرئيس يقول إنه صديق اسرائيل ويدعمها لكنهم لا يصدقونه. الدرس: ستكون هناك سنتين قاسيتين، هكذا كتبوا تقريبا في كل الصحف، سنتين صعبتين إلى أن ينهي اوباما وظيفته وينفصل عن نتنياهو بدون القاء التحية. عن ذلك سأل الامريكي: لماذا فقط سنتين؟ من الذي تعهد لاسرائيل، من الذي همس في أذن نتنياهو أنه بعد اوباما سيأتي رئيس اكثر تفهما واكثر ودا؟ من السهل التفكير أن اوباما هو الرئيس الفريد، وأنه من المؤكد أن نرجع بعده إلى العهد المألوف الجيد للرؤساء الذين سبقوه، بيل كلينتون وجورج بوش. من المريح الاعتقاد أن الامور ستكون أسهل لاسرائيل. من السهل الاعتقاد بذلك لأن الاعتقاد عكس ذلك امر مقلق، ربما المشكلة ليست في العلاقة الباردة لاوباما، ربما أن المشكلة هي امريكا. ربما أن كلينتون وبوش ميزا نهاية عهد، واوباما يميز عهدا جديدا لنمط صدامي في العلاقات الاسرائيلية الامريكية.
هيلاري كلينتون هي المرشحة الاكثر حظا للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، من المشكوك فيه اذا ما كانت مؤيدة كبيرة لنتنياهو. جيف بوش هو المرشح الاكثر حظا للرئاسة عن الحزب الجمهور. هذا الاسبوع اضطر لاصدار تصريح يوضح أنه لا يوافق على ما قاله جيمس بيكر (وزير الخارجية في ادارة بوش الأب) عن نتنياهو. بيكر تحدث في مؤتمر اللجنة اليهودية اليسارية «جي ستريت» وقال اقوال مشابهة جدا لتلك التي يقولها اوباما. بيكر هو مستشار المرشح بوش، وكما هو مفهوم فان بوش أعلن أنه يخالف مستشاره في هذا الشأن. لكن هل هو حقا يختلف معه أو أنه ببساطة يفهم أن الحملة الانتخابية في الحزب الجمهوري ليست الوقت المناسب للحديث بهذه الصورة عن اسرائيل.
بكلمات اخرى: من قال إنه فقط سنتين؟ كما أنه بعد فورد جاء كارتر فانه ايضا بعد اوباما يمكن أن يأتي رئيس سيوقع معه في يوم ما على مقالة مشتركة ضد سياسة اسرائيل.

معاريف

 

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: