هل سيشن الاحتلال حرباً قريبة على غزة؟

حرب على غزة

سناء كمال، زاهر الغول

(خاص) زمن برس، فلسطين: على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المتتالية باحتمالية شن عدوان جديد على قطاع غزة، إلا أنها لن تكون قادرة على خوضها في الوقت الراهن، حسب محللين سياسيين وعسكريين وذلك تبعا لعوامل عدة أهمها أنها لم تستطع تحقيق أهدافها كاملة في تصعيدها الأخيرة.

"أبو محمد"  وهو أحد القادة في كتائب القسام أكد في مقابلة لزمن برس أنهم لا يسعون "إلى أي حرب مع العدو الإسرائيلي خاصة وأن أهلنا ما زالوا يعانون ويلات العدوان الأخير عليهم، ولكننا في الوقت ذاته نؤكد أننا على جهوزية كاملة لصد أي حماقة جديدة قد يقوم بها العدو الصهيوني ضد أهلنا في القطاع، ولن نسمح بأن يكون الدم الفلسطيني ورقة لكسب أصوات الصهاينة في انتخاباتهم الداخلية".

ويقول أبو محمد في مقابلة مع زمن برس :" العدو الإسرائيلي يعي تماما أننا مستعدون بشكل كامل وبقوة أكبر مما شهده جنودهم الجبناء في حربهم الأخيرة على القطاع، فكل يوم يمر علينا نزيد من قدرتنا العسكرية، بأي فلسطينية لنذيق الاحتلال ويلات حماقاته ضد اهلنا ولن نرحمهم ولن يكون أحد بعيدا عن اهدافنا فقياداتهم قبل عوامهم سيكونون في محل استهدافاتنا".

"وترتكز المقاومة الفلسطينية على الجبهة الداخلية والدعم الشعبي لهم، وكذلك صمودهم في حقه فصبرهم  وصمودهم هي السلاح الأقوى الذي نملكه، وأمام هذا الصمود إسرائيل غير قادرة على خوض أي حرب ضدنا، فصمود الشعب شكل صدمة قوية لهم"، كما يقول أبو محمد لزمن برس.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن التهديدات الإسرائيلية مرتبطة بالدعاية الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية ومحاولة تسجيل مواقف للمرشحين للانتخابات، "ولكن لا يعني ذلك أن نستثني أن تكون حرب على غزة، واستثمار الدم الفلسطيني لكسب الراي العام الإسرائيلي" يقول الدجني.

ولكنه أضاف:" إلا أن التقديرات تشير إلى" أن اسرائيل ليست جاهزة للحرب في هذه الأوقات نظراً لأن الحرب الأخيرة لم تحقق أهدافها في غزة، كما أن الجبهة الشمالية مع حزب الله مشتعلة، وما زالت ساخنة ولا يمكن لإسرائيل فتح جبهتين في وقت واحد، خاصة بعد تصريحات القيادي محمود الزهار بأن تسخين الجبهة الشمالية ستعني تسخين غزة".

وبالنسبة للدجني فإن" المقاومة باتت اليوم راشدة تعي ما تقوم به وما تفعله، فليس من مصلحتها هي أيضا خوض حرب مع إسرائيل، على الرغم من أن الشعب هو ما يدفعها للتصعيد ضد إسرائيل التي ما زالت تحكم حصارها على القطاع، وتخلي الجميع عن مسؤولياته في اعادة اعمار غزة، منوها إلى العداء الإقليمي لها يشكل عاملا قويا في عدم خوضها حرب مع إسرائيل".

إلا أنه استدرك بقوله:" المقاومة انتهجت أسلوبا جديدا لإيصال رسائل عسكرية لقادة الاحتلال، كان آخرها إطلاق طائرات استطلاع لتمشيط المنطقة الشرقية للقطاع، وهي رسالة حربية واضحة مفادها أنها جاهزة لأي عدوان اسرائيلي جديد".

وتطرق الدجني إلى أن هذه التهديدات المتكررة من قبل إسرائيل قد تكون عاملاً ضاغطاً على المقاومة من أجل التعاطي مع الحراك السياسي المكثف الذي شهده القطاع في الأيام والأسابيع الماضية التي تهدف إلى التخفيف من حالة الاحتقان والتهديدات بين الجانبين، وكذلك التخفيف من الحصار وتمرير بعض اموال الاعمار.

وبرزت في الآونة الأخيرة تهديدات  أطلقها قادة الاحتلال الإسرائيلي، في مقدمتهم أفيغدور  ليبرمان عن شن هجوم واسع على قطاع غزة، من أجل القضاء على حركة "حماس" خاصة بعدما فشل نتنياهو في حربه من تحقيق هذا الهدف الذي يطالب به ليبرمان دائماً، ويأتي ذلك تزامنا مع الدورة العشرين لانتخابات الكنيست الإسرائيلي. 

حرره: 
م.م