كيف يرى الغزيون “التهديدات المصرية” بضرب غزة ؟

ضرب غزة

سعيد قديح

زمن برس، فلسطين: بعد قضاء محكمة مصرية بتصنيف حركة حماس تحت إطار »منظمة ارهابية«، لم يتفاجأ المستوى الشعبي بغزة كثيرًا من القرار لاسيما بعد التعبئة الإعلامية المكثفة التي مارسها الإعلامُ المصري في الفترة الأخيرة ضد قطاع غزة، بإعتباره منطقةً تنطلقُ منها عمليات عسكرية تستهدف الجيش المصري في سيناء على حد ادعاء الأخير.

القرار انعكس سريعًا على موقف الشارع الغزّي، فطالب الصحافة في الجامعة الإسلامية سابح القاضي ( 22 عامًا )، يسكن على مقربة من الحدود مع مصر جنوب القطاع، يعتبر القرار المصري بمثابة »نكران الجميل« للدماء التي يبذلها أهلُ غزة من أجل الأمة العربية، قائلًا لزمن برس:"لم أستغرب، فهذه نتيجة فعلية للحرب الإعلامية المصرية المنظمة التي شوهّت صورة غزة ولا تزال، ولربما هكذا موقف كان متخذًا تحت الطاولة منذ وقت ليس بقريب، وحتى قبل اعلان مصر كتائب القسام جناحًا ارهابيًا".

وتابع القاضي:" لا غرابة أيضًا من أن يحل علينا الإعلام المصري في القريب العاجل ويعتبر أطفال غزة عناصر ارهابية تحاول العبث بأمن أرض الكنانة، لم تعد مشكلتهم مع حماس، يريدونها مع  كل فلسطيني ينطق أنا من غزة".

وبالنسبة للمعلمة رؤى أبو شرخ ( 30 عامًا ) من مدينة غزة فإنها لا تستبعد  شن الجيش المصري غارات جوية تستهدف مواقع للمقاومة قريبًا، أو بعد افتعال هجومٍ بسيناء، من أجل ضرب غزة قائلةً:" من المخزي أن يحكم عليك جارك بأنك ارهابي لمجرد أنك تختلف معه فكريًا، ويتذرع بأنك تهاجمه في عقر داره، كلها اكاذيب، من العيب أن يحدث هذا بمقابل شطب أوروبا حركة حماس من قائمة الإرهاب".

أما الشاب كرم الغول ( 26 عامًا ) فقد وظّف صفحته عبر فيس بوك متفاعلًا بالكتابة:" الموقف مقرف وحافل بالحقد اتجاه غزة، كلنا يتذكر كيف تسابق حكام العرب على نصرة 12 فرنسي قتلوا في هجمات باريس، في حين أن مليون ونصف فلسطيني يموتون ببطء في هذا السجن، ويتعرضون لهجمات اسرائيلية مستمرة، ولا يضع لهم أحد أي اعتبار، يعتبرنوهم أرقام فقط لا أجساد وأرواح".

ويقول:" أنا لا أدافع عن حماس، أدافع عن شعبنا الذي ينزف طوال حياته دون أن يقف أحد بجانبه، بل يضربون بالجيرة والإخوة عرض الحائط لأجل مصالحهم مع أمريكا واسرائيل، ويتوعدوننا بالقتل". ويختم منشوره بالقول:" راح الشرف العربي".

أما الناشط المجتمعي ايهاب فسفوس ( 33 عامًا ) من جنوب القطاع، فارتأى نشر صورةٍ من عرضٍ عسكري للمقاومة أقيم مؤخرًا في غزة وكتب:" المقاومة ليست للمساومة". مستبعدًا أن تشن مصر هجمات على غزة لأن هذا سيشكل خطرًا على نظيرتها اسرائيل وفق قوله.

من جانبه دعا الشاب صالح موسى (26 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حركة حماس لعدم إعطاء الذرائع للنظام المصري وإعلامه من أجل إلقاء المزيد من التهم صوب قطاع غزة، وأضاف:" التهديد المصري مرفوض ومستنكر ولكن أيضاَ يجب أن تدرك حماس أن بعض مسؤوليها، تشكل تصريحاتهم، تساعد الباحثين عن الحج من أجل تهديد القطاع وضربه".

وكانت حركة حماس استنكرت في موقفها الرسمي قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة اعتبارها "منظمة ارهابية " بقائمة من الاتهامات التي كان منها الضلوع في اقتحام سجن وادي النطرون وتهريب أعضاء جماعة الاخوان المسلمين والمشاركة في قتل المتظاهرين في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير عام 2011 ودعم الارهاب في سيناء، حيث وصفت الحركة القرار بـ" المُسيَس ومحاولة للهروب من الأزمات الداخلية".
 

حرره: 
م.م