"فاجعة الخليل"..القصة الكاملة من شهادات عايشت الحادث

فاجعة الخليل

سامر رويشد

(خاص) زمن برس، فلسطين: "افزعولنا مشان الله" .. كانت أخر عبارة سمعها ياسر دنديس جار عائلة خليل القواسمي الذي اندلعت النيران في منزله فجر الأربعاء بمدينة الخليل، حينما كان الطفل يقف على نافذة الشقة التي تقع في الطابق الخامس بعمارة سكنية تقطن بها عدة عائلات.
ياسر الذي يقابل باب منزله باب منزل القواسمي لم يتمكن من فتحه بسبب كثافة الدخان وقوة النار، ويضيف بحرقة أن ما شاهده من استنجاد أحد الأطفال قبل وفاته كان الأكثر ألماً له ولكل من كان في المكان .

يروي دنديس ما جرى قرابة الواحدة بعد منتصف الليل حينما استيقظ على صراخ أطفال جاره، وسارع للاتصال بإطفائية بلدية الخليل والهلال الأحمر، وحاول بمساعدة جيران آخرين إطفاء النار بما توفر لديهم .

وأمام العمارة السكنية تجمع منذ اندلاع الحريق عشرات المواطنين الذين هبوا من أماكن مختلفة في المدينة للمساعدة في إطفاء الحريق، فيما خيم السواد على غرف المنزل الذي تحولت محتوياته إلى ركام أسود .

وتتكون العمارة من ثمانية طوابق في كل واحد منها ثلاث شقق سكنية، وأسفلها محال تجارية ومخازن .

ويؤكد دنديس أن العمارة حاصلة على التراخيص اللازمة من الجهات المعنية الرسمية، مضيفاً " اتصلت على البلدية والإسعاف حوالي سبع مرات، وحضرت الإطفائية بعد ساعة إلا ربع، ولاحقا وصل الأمن الوطني والشرطة والدفاع المدني".

وينتقد غياب المعدات اللازمة لطواقم الإطفاء للوصول في حالات الطوارئ إلى طوابق عالية كما جرى معهم في حادث وفاة الأطفال .

وتتكون عائلة القواسمي من ستة أبناء والوالدين، وتوفي ثلاثة أطفال في الحريق هم خالد (15عامًا) ومجد (3 أعوام) ومحمد (4 أعوام).

ويقول الناطق باسم الهلال الأحمر في الخليل ضابط الإسعاف عيد أبو منشار" إن سيارته كانت أول سيارة إسعاف تصل للمكان، وتبعها ست سيارات إسعاف أخرى تحمل 14 ضابط إسعاف".

ويضيف أنه في تمام الساعة الواحدة وصل بلاغ للهلال الأحمر حول الحادث، وعندما وصلت سيارة الإسعاف كانت هناك سيارة إطفائية تابعة للبلدية في المكان .
ويصف أبو منشار لحظات وصفها بـ "العجز" دفعت المسعفين مع رجال الإطفائية لاقتحام المنزل رغم كثافة النار والدخان، ويروي "مشهد مروع" شاهده حينما "كان طفل يحترق على شباك الدار ويطلب الإنقاذ دون جدوى" .

وأكد أن طواقم الإطفائية وكان عدد من شاهدهم منهم أربعة وصلوا إلى المنزل من خلال درج العمارة، ولم يستخدم أي رافعة لأن الرافعة التي كانت موجودة وصلت فقط إلى الطابق الثالث .

وأصيب خلال إخلاء طواقم الإسعاف الإصابات ثلاثة مسعفين بالاختناق والإغماء .

أما بلدية الخليل التي نفت رواية شهود العيان بالتأخر في الوصول إلى مكان الحريق، فقال مدير وحدة السلامة العامة والإطفاء أمجد العويوي أن الإشارة وصلت بالحادث الساعة الواحدة وثلاث دقائق بعد منتصف الليل ووصلت سيارتي إطفاء للمكان الساعة الواحدة وثماني دقائق، وموثق على جهاز "الأوتورن" لرصد الحركة .

ويضيف العويوي" لم نكن بحاجة استخدام سلالم أو رافعات رغم وجود رافعتين في المكان، وتعاملنا بالصعود من خلال الدرج لأن النار داخل المنزل ويمكن الوصول بدون الحاجة لسلم هيدروليكي، ومعنا أجهزة تنفس أيضا، بالإضافة إلى أن النار وصلت إلى ثلاثة أمتار من النافذة، رغم أن الرافعات تصل إلى ست طوابق " .

وبين أن الإشارة وصلت للإطفائية من الهلال الأحمر، وبقيت عملية إخماد النار حوالي عشرين دقيقة .

وأصيب خلال إخماد الحريق اثنين من رجال الإطفاء نقلا إلى مستشفيات قريبة .

وعقب الدفاع المدني بالخليل على ما جرى أن قسم الإطفاء في المدينة خاضع بالكامل لإدارة البلدية. 

وقال مدير العلاقات العامة بالدفاع المدني في الخليل الملازم احمد الدراويش أن قرارا رئاسياً سابقا صدر بتسليم القسم للجهاز لكن ذلك لم ينفذ حتى اليوم من المجلس البلدي .

ونفى أن يكون وصل الجهاز أي طلب مساندة أو إشارة في الحادث من البلدية رغم الشراكة بينهم، مشيداً بأداء رجال الإطفائية في الحادث .
وقرر محافظ الخليل كامل حميد تشكيل لجنة تحقيق رسمية برئاسة مدير شرطة المحافظة العقيد محمد تيم حول القضية، وسط انتقادات واتهامات بين عدة مؤسسات وغضب بين الأهالي .
 

حرره: 
م.م