"التحالف مع دحلان" ورقة حماس القوية بوجه الرئيس

دحلان

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: حذر شديد يسيطر على قيادات من حركتي فتح وحماس _وهما أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية_ بما فيهم ناطقين إعلاميين تابعين للحركتين، حين يتم التطرق إلى موضوع ما يسمى بـ" التقارب الدحلاني_الحمساوي"، فكل طرف منهما يعتبره موضوعاً حساساً لا يمكن  الإفصاح عن كافة المجريات الداخلية حوله، والطرف الآخر يعتبره مثيراً للجدل ولا يمكن البت فيه بشكل نهائي، على الرغم من أن الطرفين تبادلا بيانات صحافيةٍ حول الموضوع، وحتى مُصدري هذه البيانات التي تم تبادلها فيما بينهم إعلاميا فضلوا الصمت على التعقيب عليها أيضا!.

ومما لا شك فيه أن المصالحة ( الدحلانية_الحمساوية) باتت قاب قوسين أو أدنى على الرغم من تمنع الحركة التصريح بذلك بشكل واضح، فاكتفى القيادي فيها وعضو المجلس التشريعي صلاح البردويل بالقول:" في حال اتمام المصالحة المجتمعية فلا ضرر من مصالحة دحلان، فالمصالحة تجب ما قبلها"، مضيفاً في تصريحاته لصحيفة الرسالة المقربة من حركته:" عندما ننفذ بنود المصالحة ويعود الشعب موحدا في وجه العدو ويعرف موقعه ضمن الصف الفلسطيني المواجه للاحتلال فلا فيتو على أي شيء".

هذه التصريحات لم تكن الأولى من نوعها حول الشائعات التي كانت انتشرت منذ بداية العام المنصرم عن نية حماس بمصالحة دحلان، من أجل تحسين الأوضاع المعيشية المتدهورة في القطاع، وتأثيرها على كافة مناحي الحياة الاجتماعية  والاقتصادية والسياسية، فما إن "فُقع" بالون اختبار أطلقته حماس على لسان القيادي فيها يحيى موسى مفاده "عدم استبعاد المصالحة مع دحلان في حال استمر الرئيس محمود عباس على موقفه وعدائيته من حماس"، هذا البالون دفع الرئيس إلى الاسراع في اتمام مصالحة مفاجئة مع حماس وتشكيل حكومة التوافق فاجأت المحللين والمراقبين والشعب وقتها، وبقيت كواليس المصالحة مبهمة حتى الآن.

وكان التقارب "الدحلاني_ الحمساوي" أحد أهم أسباب اتمام حكومة التوافق، غير أن الانقسام الفتحاوي الداخلي في غزة زاد عمقه، وبات الوضع الفتحاوي في غزة بحالة يرثى لها، بعد أن تنامت فجأةً "حرية التعبير عن الرأي" لدى حماس بالسماح لعناصر دحلان بتسيير مسيرات وإقامة احتفالات في  حين كان بالأمس القريب "مجرم" من ينطق باسم دحلان. في الوقت ذاته شهد قطاع غزة عدة انفجارات خلال الأشهر القليلة الماضية، طالت  عدداً من منازل قيادات لفتح، والمركز الفرنسي أرجعها البعض إلى أنها من أفعال داعش، وهو ما نفته حكومة حماس السابقة جملة وتفصيلاً".

وفسر  الناطق باسم فتح أسامة القواسمي ذلك، بأن" حماس تريد أن أبناء فتح مقسمين متقاتلين فيما بينهم". واتهمها بأنها "تقوم باعتداءات على أبناء الحركة وتسهل عمليات أخرى"، مشددا على "حيازة حركته معلومات حول خطة لحماس تنوي من خلاله اشعال نار الفتنة بين أبناء فتح".

ولكن البردويل دحض هذا الاتهام حين صرح بأن حماس غير معنية بتفتيتت فتح كي لا تكون ثقلا على الشعب الفلسطيني".

ما بين الاتهام الفتحاوي والنفي الحمساوي لا شك أن حماس تعيش حاليا حالة موازنة للقوى بين تياري فتح العباسي_الدحلاني، تزامناً مع تقدم ملحوظ في العلاقات مع دحلان، بما "يخدم المواطنين بغزة، خاصة بعدما أدار الرئيس عباس ظهره للحركة وتنكر لحقوق الموظفين في غزة، مما زاد أعباء القطاع"، وفق قول مصدر مقرب من حماس فضل عدم الكشف عن اسمه لزمن برس.

وقال لزمن برس:" بالنسبة لحماس لا فرق بين عباس ودحلان وخاصة أنهما يحملان نفس ايديولوجيا التعامل مع الاقليم وحتى مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما يهمها اليوم من سيكون الأقوى في المرحلة المقبلة والأقدر على قيادة فتح، تستطيع بالتعاون معه تجاوز أزمات القطاع التي تتفاقم يوما بعد يوم وتنذر بانفجار قريب قد لا تحمد عقباه".

"ما يدور في أروقة مشاورات حماس الداخلية تعيه تماماً القيادة، وهو ما جعل ملف غزة يتصدر الاجتماعات للجنة المركزية والتنفيذية لفتح، من أجل إيجاد حلول ومعالجات للقضايا العالقة في غزة، وهو ما قد يساهم بشكل كبير بمعالجة الحالة الفتحاوية على إثرها والقضاء على التغول الدحلاني"، يقول مدير العلاقات الدولية بفتح مأمون سويدان.

وقال. سويدان في مقابلة مع زمن برس:" التحالف الدحلاني الحمساوي لا يملك أي مقومات للنجاح، فلا يوجد أي مبررات أخلاقية ولا وطنية ولا أدبية ولا حتى سياسية تدلل على أن هذا التقارب سيصب في مصلحة الشعب"، موضحا إلى" أن العام المشترك  الوحيد بين الطرفين هو وجود خصم مشترك وهو "سيادة الرئيس محمود عباس" كما يقول سويدان.

وأضاف:" حماس اليوم تستفيد من فتات الأموال عبر الجمعيات والمؤسسات التابعة لدحلان بتمويل إماراتي، لكن ألا يسأل أحد من أين لدحلان كل هذه الأموال التي ينفقها، والتي يعد بانفاقها مستقبلا".

واستطر سويدان بحديثه:" كل ذلك سيزول مع أول ابتسامة يظهرها الرئيس لحماس، ولكن كي يتم ذلك عليها أن تطلب المستطاع كي تطاع، وخاصة في مطالبها بشأن رواتب موظفيها".

ولم يكن "للتحالف الدحلاني الحمساوي" ليصل "لهذه المرحلة من الخطورة، لولا وجود جبهة قيادية ضعيفة لفتح في غزة، وفق رؤية سويدان، معللا ذلك" بأن ضعف القيادة وانعدام توفر برنامج عملي يخدم القطاع هو الذي فتح لدحلان وعناصره ليتغلغوا داخل المجتمع الفلسطيني بغزة".

وختم سويدان حديثه بالقول إن الحل الأمثل للتخلص من "نمو نفوذ دحلان بغزة" هو إعادة النظر في هيكلية الجسم القيادي في غزة".

وكان  موقع "واللا " العبري" قد نشر تقريراً جاء بعنوان "متحدون ضد أبو مازن: دحلان وحماس يتعاونون بغزة" ونشر فيه وثائق وصور تكشف لأول مرة حول حجم التعاون بين محمد دحلان وحماس حيث يعمل الأول لنقل أموال المساعدات لإعادة الاعمار من الإمارات  إلى غزة عبر حماس.

وقال الموقع" إن محمد دحلان واثنين من قادة فتح الذين طردتهم حماس معه من غزة  التقوا مع قيادات من حماس والجهاد في الامارات ومن بين المشاركين الذين نشرت الموقع صورتهم صلاح البردويل من حماس وخالد البطش من الجهاد الإسلامي.

وتم الاجتماع في الامارات برعاية أحد الامراء من أبناء الشيخ زايد وجرى الاتفاق على نقل مساعدات مالية لذوي ضحايا العدوان الأخير على غزة، وفقاً لما نشره موقع "والا" العبري.

وبحسب الوثائق التي حصل عليها الموقع فإن محمد دحلان يأخذ اللأموال من الإمارات ثم ينقلها لحركة حماس بغية تعزيز شبعيته، مضيفاً" أن هذه الخطة تأتي لبناء حلف بين حماس ودحلان ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس" وفقاً لما نشره الموقع.

حرره: 
م.م