اوباما لنتنياهو: توقف عن محاولاتك دفع الكونغرس لفرض عقوبات على إيران

براك رابيد

طلب رئيس الولايات المتحدة الامريكية براك اوباما من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الكف عن محاولاته تشجيع اعضاء الكونغرس والشيوخ الامريكي لتشريع قانون عقوبات جديدة ضد إيران. وقد صرح موظف امريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه، انه ببسبب الحساسية الدبلوماسية قال اوباما ذلك لنتنياهو خلال مكالمة هاتفية بينهما يوم الاثنين الماضي.
واضاف الموظف الامريكي الكبير ان اوباما اكد امام نتنياهو ان الولايات المتحدة معنية بالتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يمنع من إيران صنع القنبلة الذرية ويضمن للمجتمع الدولي ان يكون مشروع الطاقة الإيراني معد لاغراض مدنية فقط.
وقال أوباما لنتنياهو ان مبادرات التشريع كهذه قد تحبط المفاوضات الدبلوماسية التي تديرها الولايات المتحدة وباقي القوى العظمى مع إيران. وقد اوضح اوباما لرئيس الحكومة الاسرائيلي أنه إذا مرت مثل هذه القوانين في الكونغرس فسيستخدم الفيتو ضدها .
وأضاف المسؤول الأمريكي أن أوباما حذر نتنياهو بعدم التدخل في الكونغرس بشأن تشريع ضد إيران وكان ذلك قبل اكثر من أسبوع من نشر الدعوة التي وجهت له من قبل رئيس مجلس النواب عن الحزب الجمهوري جون باينر. ومن المتوقع أن يركز خطاب نتنياهو على البرنامج النووي الإيراني وضرورة زيادة الضغط على طهران. وسياتي الخطاب في اوج المعركة بين أوباما والأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب على قانون العقوبات ضد إيران.
في الأسابيع الأخيرة، يعمل السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، وأعضاء اللوبي المؤيد لإسرائيل ايباك – بتكليف من نتنياهو – لتشجيع أعضاء الكونغرس على تشريع عقوبات جديدة على إيران، ويطرح نتنياهو قضية الحاجة إلى زيادة العقوبات ضد إيران خلال المفاوضات في جميع اللقاءات التي تعقد مع المشرعين الامريكيين، بما في ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع مع وفد برئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين.
وفي البيت الابيض يدركون الاجراءات التي يدبرها نتنياهو وديرمر في الكونغرس، التي لا يحاول اخفاءها كبار رجالات الحزب الجمهوري، وكان السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي زار إسرائيل مرتين في الأسابيع الأخيرة، الأكثر صراحة. وفي بيان مشترك في بداية اللقاء مع غراهام في مكتب رئيس الحكومة في 29 كانون الأول/ديسمبر قال نتنياهو امام الكاميرات ان هناك حاجة لمزيد من العقوبات ضد إيران. وقال غراهام أيضا حتى أمام الكاميرات «ان مجلس الشيوخ سيتبع الخط الذي يقوده نتنياهو» في الموضوع الإيراني، مؤكدا أن القانون الجديد سوف يعرض للتصويت قريبا.
ان التوتر بين اوباما ونتنياهو حول تحركات الاخير في الكونغرس تفاقم اكثر وتحول إلى ازمة علنية في اعقاب الدعوة التي تلقاها نتنياهو لالقاء خطاب في الكونغرس – تم اعداد الدعوة بالتنسيق بين السفير الامريكي في واشنطن ديرمر وبين قيادة الحزب الجمهوري في الكونغرس.
دعي نتنياهو للخطاب في 11 شباط/فبراير ولكن بالامس طلب من باينر تاجيل الخطاب لعدة اسابيع إلى 3 اذار /مارس قبل اسبوعين فقط من انتخابات الكنيست.
واوضح جو باينر ان نتنياهو معني بتاخير زيارته حتى رحلته إلى اجتماع اللوبي الاسرائيلي ايباك في 1 اذار/مارس .
وبعد ان عبروا في الادارة الامريكية عن غضبهم على طريقة الدعوة لرئيس الحكومة لالقاء الخطاب في الكونغرس جاءت بالامس الخطوات الانتقامية. فقد اعلن البيت الابيض ان الرئيس اوباما لن يلتقي نتنياهو خلال زيارته واشنطن واعلن وزير الخارجية جون كيري ايضا انه لن يلتقي نتنياهو خلال زيارته لواشنطن وهكذا ايضاً سيتصرف نائب الرئيس جو بايدن .
والتبرير الرسمي للبيت الابيض ولوزارة الخارجية هو قرب ذلك اللقاء لموعد الانتخابات في اسرائيل. ورغبة منها في عدم القيام باجراءات قد تفهم بانها تدخل في الاجراء الديمقراطي .
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الامريكي ان «الادارة الامريكية لا تقابل شخصيات سياسية في مواعيد قريبة من الانتخابات في بلادها. ونحن نقوم بذلك لكي لا يفسر الامر بانه تدخل او محاولة للتاثير على نتائج الانتخابات الديمقراطية في دولة اجنبية. ووفقاً لذلك فان الرئيس اوباما لن يقابل نتنياهو في مواعيد قريبة من الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري بعد اسبوعين فقط من خطابه في الكونغرس».
بما يعتبر رسالة لنتنياهو قبل القاء خطابه في الكونغرس فان الرئيس اوباما كان معارضا جداً لتشريع عقوبات جديدة من قبل الكونغرس ضد إيران. بسبب ان مثل هذه العقوبات ستؤثر على المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع إيران ومن شانها شق الائتلاف الدولي. وقد كان للرئيس مكالمات كثيرة مع نتنياهو في هذا الموضوع واني اعتقد انهم سيستمروا في الحفاظ على اتصال بهذا الخصوص .
ومن وراء اللغة الدبلوماسية كان هناك غضب كبير في البيت الابيض على ان نتنياهو عمل من وراء ظهر الادارة الامريكية بالاعداد للخطاب في الكونغرس. وهذا الشعور ادى إلى القرار بمقاطعة رئيس الحكومة بشكل مطلق عند زيارته لامريكا. وكما قال مسؤول امريكي اخر «اعتقدنا اننا نعرف كل شيء ولكن نتنياهو يفاجئنا. فهناك امور يجب ان لا يعملها احد، فهو يبصق في وجوهنا علناً وهكذا لا يتصرف الزعماء. وعلى نتنياهو ان يتذكر انه لا زال للرئيس اوباما سنة ونصف في الحكم وسيكون لذلك ثمن. وفي مكتب رئيس الحكومة حاولوا التقليل من هذا التوتر مع البيت الابيض فاوضح رجال نتنياهو ان الدعوة لالقاء الخطاب نقلت باسم قيادة الحزبين في الكونغرس. وان الخطاب سيمنح رئيس الحكومة فرصة لشكر الرئيس اوباما والكونغرس والشعب الامريكي على دعمهم لاسرائيل. وقال نتنياهو بنفسه ان دعوته إلى الكونغرس تعكس العلاقة الحميمة بين اسرائيل وامريكا ودعم الحزبين القوي لاسرائيل في ارجاء الولايات المتحدة.

هآرتس 

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: