ليس على الأمم المتحدة وحدها

علم فلسطين

بقلم ليمور سمميان درش

لا يحظى الارتباط المتعاظم بين إيران والفلسطينيين، بما في ذلك ارسال السلاح والمساعدة في العمليات الارهابية، مثلما كان دوما، بالاسناد. وينضم هذا التجاهل إلى الصمت العالمي أمام سلسلة العمليات في الاشهر الاخيرة: من عمليات الدهس والطعن، عبر الاضطرابات في الحرم وحتى الزجاجة الحارقة الاخيرة – والتي لم تولد قرارات ضد الفلسطينيين في الامم المتحدة. ولو لم تظهر المذبحة في الكنيس في القدس مثل عملية لاسامية في اوروبا، لكان مشكوكا فيه أن نسمع تنديدات على الاطلاق. يمكن بالطبع الشكوى من الازدواجية الاخلاقية لدول العالم ولا سيما تلك في الدول الاوروبية، التي تفضل المرة تلو الاخرى تجاهل الإسلام المتطرف والارهاب المتعاظم في العالم وتعنى بشكل متحيز بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الجانب، فان المزيد فالمزيد من الدول تعترف بشكل رمزي بدولة فلسطينية وتغض النظر عن كل ما يفعله الفلسطينيون. الفعل رمزي حقا، ليس لأنه غير ملزم من ناحية سياسية بل لما فيه من مفارقة، من حيث أنه في هذه الاوقات اسرائيل هي التي توضع على المذبح.

ولكن كلما نبشنا في الاسباب للسلوك الباعث على الحفيظة من الامم المتحدة، هكذا يصعب قطع خطوات الأسرة الدولية عن ريح الاسناد الاسرائيلية التي تتعرض لذات الانتقاد. فتسيبي لفني وبوجي هرتسوغ وحتى ليبرمان يشرحون لنا وللعالم بأنه لأن نتنياهو لم يبادر إلى خطوة سياسية كل هذا حصل. وذلك، بالطبع، دون نسب الذنب لأبو مازن، الذي رغم كل التنازلات التي قدمها نتنياهو، لم يوافق حتى على الشروع في المفاوضات، ولا تزال تُطلق اتهامات عابثة تعتقد بأن غياب المفاوضات بعد «الجرف الصامد» يؤدي بنا إلى استئناف القتال. ليس بسبب حماس – التي لم تتنازل حتى ولو للحظة واحدة عن الرغبة في طردنا من المنطقة؛ ليس لأنها تستخدم مرة اخرى اموال الاعمار من اجل التسلح والاستعداد لجولة قتال اخرى؛ وليس لأن السلطة الفلسطينية أُبعدت عن غزة من قبل الفلسطينيين أنفسهم، لا، بل لأن حكومة اسرائيل لم تبادر إلى مسيرة سياسية.

بشكل أكثر فظاظة، يتوجه اولئك السياسيون بشكل مباشر إلى الأسرة الدولية كي تمارس الضغط على حكومة اسرائيل. يمكن بالطبع أن نشير إلى وقاحة لفني التي ناشدت كيري ألا يدعم الخطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين في الامم المتحدة كي لا يعزز التصويت لليمين. حجة مشابهة أطلقها قبل ذلك هرتسوغ إلى البرلمان البريطاني لحمله على ألا يؤيد الدولة الفلسطينية. وناشد ابراهام بورغ رفاقه البريطانيين لاتخاذ القرار وفرض الخطوة على دولة اسرائيل. واذا ما نظرنا إلى الوراء في التاريخ قليلا، فقد كان هذا هو الخط الذي اتخذته لفني ما أن عُينت وزيرة للخارجية في حكومة اولمرت. خطابها الاول في الامم المتحدة لم يكن وثيقة تذكر أمم العالم بالحق التاريخي للشعب اليهودي في بلاده. بل العكس. خطابها البكر كرسته لفني لعرض رؤياها: اقامة دولة فلسطينية.

هذه ليست اقتباسات عن وزير فلسطيني هذا أو ذاك. ولا عن تمثيل متحيز ومعروف مسبقا من جانب الـ بي.بي.سي. لا هؤلاء هم وزراء ونواب، سواء كان دافعهم الرغبة في مناكفة الحكومة أم لأنهم يؤمنون بعدالة طريق أبو مازن، ففي نهاية المطاف فانهم يعززون تلك الخطوات أحادية الجانب في الامم المتحدة. وعندما يفعلون ذلك، فان طحالب الامم المتحدة لا يكونوا وحدهم.

إسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع