هنا صراع واشنطن الحقيقي

واشنطن واسرائيل

تل أبيب عائق حقيقي في وجه المد الإسلامي وحصن منيع للولايات المتحدة في المنطقة
 

بقلم: يورام إتنغر

إن التهديد الإسلامي للولايات المتحدة والعالم ككل يؤكد دور إسرائيل كحصن أمامي ومتقدم في الشرق الاوسط، خصوصا بعد تراجع الولايات المتحدة وانسحابها من العراق وافغانستان، وايضا بسبب التقليص الكاسح والكبير في ميزانية الدفاع الامريكية، وتراجع قوة الردع الامريكية وانهيار الصمود الاوروبي، وكذلك التسونامي العربي وازدياد العداء والتطرف تجاه الولايات المتحدة.

إسرائيل تحارب حماس التي هي حليفة للاخوان المسلمين الذين يستخدمون الارهاب ضد الانظمة الموالية للولايات المتحدة مثل السعودية وامارات الخليج والبحرين والكويت وسلطنة عمان والاردن ومصر. وبوحي من الشعار: «الله هو الهدف، القرآن هو الدستور، النبي هو القائد، الجهاد هو الطريق والموت في سبيل الله هو أمنيتنا».

هذه الانظمة تفهم أن الموضوع الفلسطيني ليس هو أساس الهزات في المنطقة، في حين تحارب إسرائيل في غزة بدلا منهم. الـ «سي.إن.إن» وبشكل غير مسبوق، «فان معظم الزعماء العرب يؤيدون إسرائيل ضد الفلسطينيين… هذه حرب مصر، الاردن والسعودية – جنبا إلى جنب مع إسرائيل – ضد الفلسطينيين الذين تمثلهم حماس والتي من شأنها أن تضع نهاية لتأييدهم للدولة الفلسطينية… يرون في تدمير حماس مساهمة في استقرار الأمن الداخلي والاستقرار الاقليمي… وسائل الاعلام في مصر والسعودية تعتبر الاخوان المسلمين وحماس ارهابيين».

الصحيفة السعودية «العربية» قالت إنه منذ حزيران 2014 قتل في سيناء المئات من رجال الأمن المصريين على يد المنظمة الارهابية أنصار بيت المقدس المرتبطة مع داعش وحماس والاخوان المسلمين. إسرائيل تحارب حماس التي هي واحدة من عشر تنظيمات ارهابية نشأت بشكل مباشر وغير مباشر في دفيئة الاخوان المسلمين الذين يعملون على اقامة امبراطورية إسلامية في الشرق الاوسط. إسرائيل هي عائق حقيقي للطموح الإسلامي، هذا العائق يقلص هامش المناورة للارهاب ويعطي الولايات المتحدة متراس متقدم ومميز في منطقة حيوية للمصالح الاقتصادية والأمنية لواشنطن.

إن الامثلة على المصالح الامريكية التي تحافظ عليها إسرائيل كثيرة: في عام 2014 تدرب الجنود الامريكيون في إسرائيل وهم في طريقهم إلى افغانستان والعراق، وفي عام 2007 دمرت إسرائيل المفاعل النووي السوري – الايراني – الكوري الشمالي، وفي عام 1982 دمرت إسرائيل 20 بطارية للصواريخ المضادة للطائرات كانت تعود للسوفييت واعتبرت غير قابلة للاختراق وأعطت إسرائيل الولايات المتحدة معلومات عن طريق التدمير.

وفي عام 1981 دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي ووفرت على الولايات المتحدة حرب نووية اثناء حرب الخليج ضد العراق في عام 1991، وفي عام 1976 أدت عملية «يونتان» إلى تحسين وتطوير محاربة الولايات المتحدة ضد الارهاب العالمي. واذا عدنا أكثر إلى الخلف فقد أوصى رئيس الاركان الامريكي في عام 1952، عمر برادلي، بتحويل إسرائيل إلى حليفة مركزية في الشرق الاوسط. وزارة الخارجية عارضت وبهذا حرمت الولايات المتحدة من متراس متقدم ومتطور.
تعرف الولايات المتحدة أنها اليوم غير محصنة من الهجوم الارهابي الإسلامي، الذي يهدد مدنها الكبيرة ولا يريد التعايش بسلام ولا يوجهه الموضوع الفلسطيني، بل 1400 عام من الايديولوجية الاصولية. على الولايات المتحدة الامتناع عن أخطاء الماضي وتطوير التعاون المثمر مع حليفتها المستقرة (إسرائيل) الصادقة، الفعالة، المجربة والديمقراطية، وبدون شروط.

 

حرره: 
م.م