الأطفال هم الانتفاضة

الأطفال

نحو ألف طفل وفتى فلسطيني قتلهم الأمن في السنوات الأخيرة... الأمر يحتم تسوية سياسية

ران أدلست

ألا يزعجك الثمن الاخلاقي الذي ينطوي عليه الاحتلال؟ سأل روني كوبن رئيس شؤون المتقاعدين اوري اورباخ على القناة التربوية الثانية. برافو! تحياتي لك على الجرأة الصحافية حتى وان كانت طرحت بابتسامة معتذرة وبنبرة مؤدبة «هناك ثمن ما…» قال الوزير مجيبا، «وفي نظري هو ثمن يطاق».
قبل نحو اسبوع دخلت بضع مركبات الى مخيم الفوار للاجئين، اثنتان منها عسكرية. اربعة أطفال رشقوا الحجارة من أزقة المخيم بينما كانت السيارات في طريقها الى الخارج. توقفت احدى المركبات العسكرية ووجه جندي سلاحه فأطلق النار في ظهر خليل عناتي، ابن 10، الذي قتل على الفور. وشرع الجيش في التحقيق.
وفي اثناء السنوات الاخيرة قتل نحو الف طفل وفتى فلسطيني. ثقوا بكلمتي. اذا دخلنا الى الاسماء، الاعداد، الاعمار والتفاصيل، فسيتجمد الدم في العروق. في نظر اورباخ، العالم في كل ما يتعلق بقراءة الواقع وداعية نظام الابرتهايد على نمط البيت اليهودي، فان هذا الوضع «يطاق».
«والحواجز…» حول كوبن أن يفحص بتردد الصحافي المحقق الذي لا تسري الحقائق لديه بالقدر اللازم. «ممتاز!» قاطعة اورباخ بحدة الخبير الذي يعرف كيف يوقع الجملة الدامغة التالية: «هذا ضروري لمنع القنابل في تل أبيب».
من أجل الشرح لماذا لم تمنع الحواجز ولا تمنع القنابل في تل أبيب، وبالمقابل تساعد في التطهير العرقي في الضفة في صالح المستوطنين وإثارة الارهاب الفلسطيني هناك حاجة ليوم دراسي طويل.
من أجل الفهم كيف يحرك نحو ألف طفل قتيل اليوم انتفاضة الاطفال لا حاجة الا الى الاطلاع على وسائل الاعلام فاذا به طفل آخر يرشق الحجارة نحو القطار الخفيف. ثلاثة اطفال ابناء 11، 13 و14 اعتقلوا في العيساوية. وبزعم الشرطة، فقد امسكوا متلبسين في اثناء رشق الحجارة.
حسب أعداد مصلحة السجون، فقد كان يحتجز في نهاية آب 2014 أكثر من 200 قاصر فلسطيني كمعتقل أمني.
ومن شرطة القدس قيل أن الشرطة «تنظر بخطورة الى الحدث الذي يشرك فيه المشاغبون الكبار أطفال المدارس القاصرين ويعرضونهم للخطر في أعمال العنف».
ليس عندي ما أشكو منه نحو جهاز فرض القانون. فمهمته هي فرض النظام، والنظام جيد لليهود وللعرب على حد سواء. الشكاوى هي ضد السياسيين. رئيس الوزراء بالمناسبة لا يرتبط بما يفعله الجهاز على أرض الواقع. الرجل المسؤول هو وزير الدفاع.
في ذروة الانتفاضة الثانية، في تموز 2003 بعد موجة عمليات وتصفيات قال رئيس الاركان في حينه بوغي يعلون: «من مسافة الزمن سنتمكن من النظر الى هذه الايام ونقول انها كانت الايام الاخيرة للعنف»، «السبيل لمعالجة الارهاب هو كي الوعي الفلسطيني».
في تشرين الاول 2014، بعد «الجرف الصامد» اعترف يعلون: «علينا أن نرى كيف نحول هذا الى تسوية سياسية». صباح الخير، يا موشيه.

معاريف

حرره: 
م.م