ما وراء زيارة الحمد الله لقطاع غزة

رامي الحمد الله

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: "تفاؤل حذر" هو سيد الموقف في استقبال رئيس حكومة التوافق رامي الحمد لله ووزراء حكومته الذين يزورون القطاع للمرة الأولى منذ توليهم مناصبهم قبل ثلاثة أشهر ، وعقب غيابهم عن القطاع خلال أيام العدوان الإسرائيلي عليه، آملين أن تكون صفحة جديدة لاستكمال إنهاء الانقسام وتوحيد شقي الوطن.

وتهدف الزيارة بالدرجة الأولى والأخيرة إلى إعادة اعمار غزة، وحشد التأييد الدولي سياسيا وماليا في مؤتمر إعادة الاعمار المزمع عقده يوم الأحد المقبل في القاهرة وإنجاحه، وفق تأكيد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب بسيسو، مشيرا إلى أن مرحلة جديدة ستشهدها القضية الفلسطينية، بعد إعادة إعمار غزة الذي دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة عليه.

وقال بسيسو في تصريح خاص لزمن برس من غزة:" مشهد الدمار الذي نحن نتوسطه الآن لا يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة على معالجة كل القضايا من أجل إعادة إعمار القطاع، ونؤكد أن حكومة الوفاق ماضية من أجل بناء مستقبل جديد لأبناء شعبنا بمساعدة كافة الفصائل الفلسطينية"

لكن حكومة الحمد لله لم تكن بمعزل عما يجري بالقطاع، ووصولها للقطاع اليوم هي رسالة واضحة عن وحدة الكل الفلسطيني في شطري الوطن، وستصل كاملة للمانحين في مؤتمر إعادة الاعمار الذي سيعقد في القاهرة يوم الاحد المقبل، وفق قول بسيسو.

وتطرق بسيسو  إلى جدول أعمال حكومته في غزة فقال:" جدول الأعمال الحالي هو غزة فقط ولا شيء آخر غيرها، وسنتوجه للقاهرة لإعادة اعمارها باكتساب الحشد الدولي على المستوى السياسي والمادي من أجل تحقيق ذلك"، مشيرا إلى" أن الشعب بحاجة لرفع الظلم عنه بشكل كامل".

وكان الحمد لله" قد أعلن خلال مؤتمر عقده على مدخل معبر بيت حانون شمال القطاع عن طي صفحة الانقسام، وأن الحكومة والشعب أمام واجب وطني ومهمة وطنية سيتم حشد كافة الإمكانيات والطاقات من أجل إنجاح الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن أهم أولوياته إعادة الحياة الطبيعية لقطاع غزة".
وزار الحمد لله مع وزراء حكومته المناطق التي تم استهدافها في العدوان الإسرائيلي الأخير، في مقدمتها بلدة بيت حانون شمال القطاع، وحي الشجاعية، شرق القطاع، وبلدة خزاعة جنوب القطاع، حيث استقبل من قبل الأهالي بالمصافحات الحارة.

وبدا الأهالي متفائلين بالزيارة على الرغم من حذرهم الشديد من عدم إنجاح مجهودات المصالحة، والخوف من عودة الانقسام بالتحكم بحياتهم من جديد ومنح إسرائيل ذرائع جديدة لشن حروب متعاقبة على القطاع ، آملين أن يتم التسريع في إعادة اعمار ما دمرته الآليات الحربية الإسرائيلية.

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن زيارة حكومة التوافق ما هي إلا زيارة بروتوكولية لن ينتج عنها الكثير من الإنجازات، فهي بالنسبة له فقط من أجل تسجيل حضور لحكومة تأخرت 3 شهور، آملا أن تؤسس لمرحة قادمة تستطيع إنهاء كافة آثار الانقسام.
وقال الصواف لزمن برس:" على الحكومة التعامل مع القطاع على انه جزء من الكل الوطني، وتوقف سياسة التمييز العنصري بين غزة والضفة وتجد حلا جذريا لكافة القضايا العالقة، في مقدمتها قضية رواتب موظفي غزة الذين يعانون الأمرين من عدم تلقيهم رواتبهم".
وتطرق الصواف إلى أن هدف الزيارة واضح، وهو إعادة اعمار غزة وهو اهم اولويات الحكومة، مضيفا بقوله:" نتمنى ان تكون للزيارة ما بعدها من نتائج وألا تكون بروتوكولية فقط لا غير".
وأضاف:" بجميع الأحوال دعونا نتفاءل ولكن بحذر، خاصة أن وحدة الضفة وغزة حتمية لا انفصال بينهما، ولكن ذلك بحاجة إلى ارادة حقيقية من كافة الأطراف، وأتمنى ألا تكون مناورات إعلامية فقط لا غير".

أما الكاتب والمحلل السياسي محمد حجازي فيرى أن هنالك معوقات تحول دون إنجاح مساعي الزيارة، ويمكن الخروج من هذه الأزمة بوضع خطة وطنية شاملة تعمل على حل كافة المشاكل، وأهمها وحدة الموظفين بين غزة ورام الله، ووحدة النظام الوظيفي ودمج عناصر حماس في النظام الوظيفي دون تمييز وذلك وفق لجنة لوضع معايير الموظفين المقبولين.

واشار حجازي إلى" ضرورة تمهيد الطريق أمام حكومة التوافق من أجل بسط سيطرتها على القطاع، والمباشرة في إعادة الاعمار وإعادة الحياة الطبيعية إلى المواطنين كافة، منوها إلى أن الشعب في حالة انتظار من أجل استعادة كافة حقوقه التي سلبت منه سواء من الاحتلال أو حتى الانقسام الفلسطيني".

وقال:" الفرصة سانحة اليوم لانجاح جهود الحكومة خاصة وأن الصورة الفلسطينية سابقا كانت باهتة وغير واضحة ، في ظل وجود دول لا تدعم قضيتنا وأخرى تشتت جهودنا أما اليوم فنحن نمتلك فرصة كبيرة من أجل استعادة كافة حقوقنا".

حرره: 
م.م