غير مبالين بـ«داعش»

داعش

بقلم يونتان يفين

ان قطع رؤوس اسرى داعش امر مخيف من الجانب الشخصي خاصة لنشطاء المساعدة طيبي القلوب المثاليين الذين استجمعوا الشجاعة وسافروا في طريق كثيرة العقبات للتطوع في دولة حرب ولمساعدة الناجين فيه. وقد سجنوا بلا ذنب اقترفوه فعذبوا نفسيا وجسمانيا الى أن لطمتهم مبادئهم السامية على وجوههم. وقد تكون هذه هي اللحظة الاخلاقية الفظيعة حقا في هذا الشأن. اعني حين سيخلص متطوع نبيل النفس الى استنتاج ان العالم شر.

اذا كان شيء ما في الامر كله يثير اهتمام الرأي العام العالمي، فهو «مشاهدة الفيلم»، والبحث في غوغل والفيسبوك اللذين قاطعتا الافلام في مواقع اخرى الى أن يعثر على تلك الجوهرة السينمائية المريبة. وقد جلبت التقنية القريبة المتناول في جعبتها بلادة حس نتنة فأصبحنا نحتاج الان الى تأثر خاص كي نوافق اصلا على مشاهدة فيلم صغير ما. وقد يكون الحد الادنى من ذلك مشاهدة مدرسة عارية ويفضل ان يكون اسيرا مرفوع الرأس.

وماذا عن داعش نفسها؟ لا شيء، وهل تثير أي اهتمام اصلا؟، فما زالوا يجلسون في المقاهي ويذهبون الى العمل ويرفضون ان تزعزعهم التطورات لكن تلك الاعدامات بعيدة. والجميع يرون ان الافلام صورت وفي خلفيتها بيداء قاحلة وارض صحراوية، «هناك» لا هنا. ولا سبب للقلق في الحقيقة. ويوجد ههنا كراسو قد خبز منذ وقت قريب ومعه اكسبرسو تنبعث رائحته. فما معنى ان تكون سوريا هي الدولة المضعضعة وراء الحدود؟

سيقول لكم رئيس الوزراء: الهدوء من فضلكم. ان ما نخشى داعش الان بل حماس فقط. واذا اردنا ان نضيف شيئا من التوابل قلنا الجهاد الاسلامي. واذا استمر العالم على التجاهل نقول: «ايران ذرية». ومع كل ذلك تقول ماذا عن كل نشطاء داعش الراكضين الذين هاجروا الى اوروبا قبل زمن؟ وماذا سيكون اذا استيقظوا لتنفيذ سلسلة مخيفة من العمليات التفجيرية الضخمة؟ ان الشعور الان اننا سنشتاق آنذاك الى القاعدة.

ماذا دهاكم؟ ان الدولة ستعالج ذلك. واوباما وكميرون سيعالجان ذلك بقوات الحلف، فلا تقلقوا. ويمكن ان نعود الى التهديدات الكثيرة المعتاد لحياتنا كالفقر والجريمة ووباء الرشح القريب. ومع ذلك اصبحت داعش تبدو فجأة قريبة جدا من المرآة الخلفية ويجب على الشخص ان يخط مخاوفه كي يعلم في أي خانة يحل له ان يحيا في وهم «الامن». أي هل تكون مشكلتنا الكبرى بعد شهر هي خطر آلام الحنجرة بسبب الرشح او خطر قطع الرقبة؟

يحب الناس ان يكونوا غير مبالين لان في ذلك عناء اقل من المشاركة. وهم يقنعون أنفسهم بان حكوماتهم «تهتم للوضع» بيقين لان هذا هو عملها. لكن الحكومات يوجد فيها ايضا اشخاص ومن العجيب أنهم يفضلون الا يفعلوا شيئا ايضا، الى أن ينشأ زعيم عظيم لكننا ما زلنا منذ زمن نحيا بعصر ساسة صغار. ولذلك اصبحنا نخمن ان أمر داعش كله ليس جديا كثيرا لان ذلك يريحنا فقط. ومن المؤكد أن قطع رأس نعامة اسهل.

يديعوت

حرره: 
س.ع