اعتراف أوباما بخطأ التقدير بشأن «داعش» تدفع ثمنه إسرائيل

اوباما وداعش

بقلم اليعيزر «تشايني» مروم

أعلن الرئيس اوباما هذا الاسبو­ع أن الاستخبارات الامريكية أخطأت في تقديرها لـ «الدولة الاسلامية» بالتقليل من شأنها. القوة العظمى الوحيدة في العالم تخطيء المرة تلو الاخرى في تقديراتها في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط، وتلخص الامر باعلان رئاسي… «اخس، اخطأنا، يمكن أن نواصل الى الامام».
المشكلة هي أنه على مدى العقد الاخير اخطأت الولايات المتحدة تقريبا في كل تقديراتها بالنسبة للشرق الاوسط. لا توجد هنا صدفة – يوجد هنا ميل مقلق يجب أن يقلق أولا وقبل كل شيء اسرائيل، صديقة وحليفة الولايات المتحدة الحقيقية، الملتزمة والاكثر استقرارا في الشرق الاوسط. اسرائيل هي التي من شأنها ان تدفع الثمن الباهظ على الاخطاء الامريكية، وذلك لانها توجد في الجبهة.
على محور الزمن يمكن أن نحصي بين الاخطاء تقدير الاستخبارات الامريكية بالنسبة لايران في 2008، حين فوجئنا أن نكتشف أن الامريكيين يقدرون أن البرنامج النووي العسكري الايراني توقف في 2003. وكانت تلزم سنة كاملة من العمل المشترك مع الاستخبارات الاسرائيلية لاقناع الامريكيين أنهم اخطأوا.
وكذا التقديرات بالنسبة للربيع العربي في 2011 وادارة الظهر للرئيس المصري حسني مبارك، اخراج القوات من العراق وتركه لمصيره مع جيش عليل لارهابيي داعش والمحاولة للوصول الى اتفاق في اثناء «الجرف الصامد» بتعاون قطر وتركيا – بدون اسرائيل، مصر والفلسطينيين – هذه بعض من الاخفاقات البارزة لمحافل التقدير الامريكية، وهي بلا ريب تستحق فحصا معمقا لفهمها.
بسبب الضغط السياسي وانطلاقا من الرغبة في تجنيد الصوت اليهودي، للانتخابات في منتصف تشرين الثاني وتحسين وضعه بعض الشيء في الاستطلاعات، أزال اوباما تقريبا الضغط على اسرائيل واعترف هذا الاسبوع بخطأ آخر لامريكا – جذر المشاكل في الشرق الاوسط ليس النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، قال، ثمة أسباب عميقة اخرى، عربية واسلامية داخلية، هي جزء لا بأس به من المشكلة. وهكذا يعترف اوباما بالخطأ في تقدير الوضع، ولكنه يلمح ايضا، في ذات الوقت، أن امريكا لا تعتزم المبادرة الى تسوية اسرائيلية – فلسطينية. لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بجملة بهذا القدر من الاتساع من الاخطاء في تقدير الوضع. فالاخطاء من النوع الذي ارتكبته الولايات المتحدة في العقد الاخير من شأنها ان تكلف اسرائيل ثمنا باهظا، وذلك لان الخطر هنا حقا خلف الزاوية وليس على مسافة الاف الاميال. توجد اسرائيل في الجبهة وحدها، في مواجهة جملة من التهديدات ستجد قوة عظمى عالمية نفسها في صعوبة للوقوف في وجهها. فالوضع يتطلب الحذر، ويستوجب من القيادة الاسرائيلية العمل بتفكر والامتناع عن الاخطاء.
في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة، أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعالم أن اسرائيل تقف في جبهة القتال ضد الارهاب وتقاتل عن العالم الحر. ووضع نتنياهو العالم مرة اخرى امام مرآة التهديدات في الشرق الاوسط وللاسلام المتطرف ووصف خطوة سياسية، تتطابق وتصريح اوباما، يتحقق فيها السلام الاقليمي بداية مع الدول العربية المعتدلة فيما ينتظر الحل مع الفلسطينيين الى المرحلة التالية.
ان المحاولة الاسرائيلية لدحر النزاع مع الفلسطينيين الى المكان الثاني والتوجه نحو حل اقليمي هي محاولة جد ابداعية، ولكن فرصها في التحقق ليست عالية. فليس لاسرائيل الترف الامريكي في أن تخطيء، وتقول «اخس، اخطأنا»، والمواصلة الى الامام. المشكلة الحقيقية تبقى هنا، ملتصقة بنا، في غزة وفي الضفة. اسرائيل ملزمة أن تكون متحفزة عسكريا وسياسيا في مواجهة المشكلة الفلسطينية والعمل اولا وقبل كل شيء حيال هذه المشكلة. وحل المشكلة وحده يسمح لاسرائيل أن توجه المقدرات الاقتصادية، السياسية والعسكرية نحو التهديدات الابعد حولنا. اسرائيل ملزمة في أن تخرج بمبادرة سياسية مع الفلسطينيين تسمح لها، بالتعاون مع الفلسطينيين، لاقامة تحالف من أجل القتال ضد الاسلام المتطرف الذي يهدد المنطقة.

معاريف الاسبوع

 

حرره: 
م.م