الرئيس الفلسطيني وضع حداً للمسيرة السلمية
إن كان نتنياهو لم يقصد حل الدولتين فقد جاء ابو مازن ليشطبه
دان مرغليت
أبو مازن مثل أبو مازن. كالمعتاد عندما يصل الى المفترق يتردد للحظة، ويختار التحرك في الاتجاه المغلوط. يمر زمن طويل الى ان يعاد الى نقطة البداية.
كان متوقعا ان يلقي في مركز الامم المتحدة خطابا شبه تصالحي، محب للسلام، وبالانجليزية. وبدلا من ذلك تصرف وكأنه في اجتماع انتخابي متحمس في ميدان المدينة في رام الله والقى بالعربية خطابا هجوميا وكأنه مرشح من حماس.
لقد اثار عليه كل الطيف السياسي الاسرائيلي باستثناء زهافا غلئون من ميرتس التي ابدت تفهما للظروف التي ادت به الى الخطابة بمثل هذا الشكل الشاذ. فالعدوان اللفظي الفلسطيني غير قابل للاستيعاب في عصر فيه معظم العالم، وعلى رأسهم الدول العربية، يشمرون عن اكمامهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
لقد وضع ابو مازن حدا للمسيرة السلمية برعاية الولايات المتحدة. واغضب تطرفه واشنطن ايضا. وبالاساس لان كل العالم الدبلوماسي وقف عن كثب على ميل رئيس م.ت.ف للكذب.
لقد رأى في «الجرف الصامد» محاولة اسرائيلية لابادة شعب؟ واذا كان على الاطلاق، فهل كان خائب الامل من الحذر ومن التوازن الاسرائيلي في ادارة المعركة تقريبا مثل نفتالي بينيت؛ واحتج على اعتقال رجال حماس في يهودا والسامرة في أعقاب قتل الفتيان الثلاثة؟ لا هذا ولا ذاك. فقسم من اعضاء شبكة حماس ممن انتظموا لاسقاط نظامه. وقد رحب بذلك.
باستثناء أنه لا يوجد مجال للمفاجأة. فهو يؤدي بشكل تقليدي دور الذئب في جلد خروف. في العام 2000 حرض ياسر عرفات على الهرب من كامب ديفيد في اللحظة التي أعرب فيها ايهود باراك عن استعداده للبحث في تقسيم القدس؛ وبنفسه هرب من القدس الى رام الله ولم يعد في الليلة التي عرض عليه فيها ايهود اولمرت خطة متنازلة وخريطة تنازلية، لم يكن لها مثيل من اسرائيل منذ حرب الايام الستة.
لا شك أنه في المرحلة الحالية هجر ابو مازن طريق المفاوضات. وهو يسعى الى حل مفروض ولا يفهم بان السهم الفلسطيني يوجد في هبوط بسبب التطورات العظيمة في العالم العربي، بما في ذلك الخلاف بين رام الله وغزة. وفي العالم يواصلون كونهم شركاء في قسم هام من حججه ضد بنيامين نتنياهو – ولا سيما في معارضته لاستمرار البناء في المستوطنات في اثناء ادارة المفاوضات – ولكن الطلب فقد من وزنه في ظل غياب استعداد فلسطيني للحوار.
ان الحد الاقصى الذي يمكن للاسرائيلي المعقول الذي يؤيد حل الدولتين للشعبين أن يتفقوا معه عليه هو ان نتنياهو ايضا لم يقصد بجدية وأثقل على الجانب الفلسطيني باصراره على المواصلة دون قيد البناء في المستوطنات التي خارج الكتل الاستيطانية.
أنا أيضا أخشى الا يكون رئيس الوزراء يريد حل الدولتين للشعبين، ولكن ماذا؟ ابو مازن سبقه فشطب هذا الحل.
نتنياهو سيرد غدا مساء على خطاب ابو مازن. معقول الافتراض بان يعرضه كمن ليس معنيا بالسلام. ولكن من الضروري الا يكتفي رئيس الوزراء بذلك بل ان يرسم شيئا ما يسمح بالاشارة اليه كمن لا يزال يسعى الى احياء المسيرة ويشطب شيئا ما من الشبهات في انه هو نفسه ايضا لم يقصد الوصول الى الهدف المعلن للتسوية.
إسرائيل اليوم