يوجد فيل في الغرفة

فيل في الغرفة

الون مزراحي

هذا الاسبوع في «الفضيحة الدولية» اصطدمنا بقضية هددت كالمعتاد بهز أسس وجودنا: رسالة الرافضين الـ 43 من ضباط وجنود الاحتياط في وحدة 8200. والحجج المتوقعة من الطرفين طرحت ولا حاجة لتكرارها، ولكن من المجدي النظر الى الاقوال التي لم يقلها احد. في الواقع السياسي لاسرائيل، فان الحقيقة في حالات عديدة توجد بالضبط هناك. في الصمت.

ان التحليل الاجتماعي والايديولوجي للموقعين على الرسالة هو اول ما سيتم، بالطبع، فالشك بالتزامهم بالمشروع الصهيوني وبالحرب ضد الارهاب طرح بعد ذلك على الفور. وشيء واحد لم يتناوله اليمين، بشكل مخيب للامال جدا اليسار ايضا (اذا لم تتحدثوا عن ذلك، فما هي المنفعة منكم كمعسكر؟). وهو السؤال البسيط جدا: ماذا نفعل بحق الجحيم، او نعتزم أن نفعل، بالعرب الذين يعيشون في يهودا والسامرة؟ بسيط، سهل الاستيعاب، ولكنه لم يبحث في اسرائيل ابدا.

ينشغل اليمين بالارهاب وبالارض؛ أما اليسار فممزق بين سياسة حزب مباي القديمة وأولاد الزهور. أحد لا يريد أن يتحدث عن الفيل الذي في الغرفة: في يهودا والسامرة يعيش نحو 2 مليون عربي. نحن نتحكم بهم منذ 47 سنة. ماذا نعتزم أن نعمل بهم؟

ليس مثلما فعلت أجزاء واسعة من اليسار على مدة فترة طويلة فاني لا استخف بالتهديد الذي تشكله خلايا الارهاب في مناطق يهودا والسامرة: اعتقد انه موجود وانه يجب أن يكون جزءا من كل حساب في المستقبل. ولكنه ليس الاعتبار الوحيد. الاعتبار الانساني، بمعنى حياة مئات ومئات الاف البشر ممن ولدوا هنا ولن يذهبوا الى اي مكان، يجب أن يبحث هو ايضا.

ان الخيار في عدم مواجهة حقيقة أن البلاد لم تكن أبدا فارغة من الناس، لا داخل حدود 48 ولا خارجها، لا قبل الهجرة الاولى ولا بعد حرب الايام الستة، تجبر المجتمع الاسرائيلي على مباحثات صغيرة وغبية وعلى حلول صغيرة وغبية بما يتناسب مع ذلك. في الاتفاقات وفي الصراع، نحن ننشغل في محاولات عزل أنفسنا قدر الامكان عن الوجود العربي حولنا دون ان نفتح خريطة وان نرى بان هذا ليس ممكنا، وانه لن يكون ممكنا ابدا.

لا يمكن الحديث عن المناطق دون الحديث عن الناس الذين يعيشون فيها. لا يمكن الحديث عن حلول للنزاع وكأن هذه مسألة يهودية داخلية . لا يمكن أن نحل، او نعفي أنفسنا من حل المسألة بالاستنتاج في أن الله اعطانا البلاد وانهم كلهم مخربون.

ان مناطق يهودا والسامرة مليئة بالناس الذي لا تعرف الفكرة الصهيونية كيف تتعاطى معهم. وان المجتمع الاسرائيلي لا يريد التفكير فيهم بشكل ليس كتهديد أمني. يخيل لي أن هذه هي الحجة الحقيقية خلف رسالة الرافضين من وحدة 8200. واذا كانت هذه حجتهم فهذه رسالة من المهم ان يمنحها كل اسرائيلي واسرائيلية بضع دقائق من التفكير على الاقل.

معاريف الاسبوع