الائتلاف ضد «داعش» سيرك علاقات عامة

الائتلاف ضد داعش

بقلم: عاموس غلبوع

في 2591 نال جائزة الاوسكار فيلم «العرض الاكبر في العالم» في شارك فيه 004.1 لاعب سيرك ومئات الحيوانات. في هذه الايام، يجري امام ناظرينا العرض الاكبر في هذا الزمان: ائتلاف ضخم لاكثر من 40 دولة تقوده الولايات المتحد للحرب ضد «الدولة الاسلامية» التي في العراق وفي سوريا. سيرك واحد كبير هو برأيي أولا وقبل كل شيء نتاج علاقات عامة، ثمرة سياسة داخلية امريكية وجهد لتحسين الصورة المتردية لاوباما كرئيس متردد وضعيف.
لماذا؟ أولا يدور الحديث عن قوة عسكرية طفيفة، تتشكل من ثلاثة اجزاء: جسم مقاتل دون سلاح متطور، يعد نحو 51 الف مقاتل متزمت اسلامي متطرف؛ نحو 02 الف من رجال القبائل السنية من حملة السلاح المؤيدين لـ «الدولة الاسلامية»؛ و 005.1 ضابط سني خدموا في حينه في جيش صدام حسين. أهذه هي القوة التي تقيم الولايات المتحدة ضدها ائتلافا عالميا؟! والاكثر اضحاكا هو أن في نهاية المطاف احدا من رجال الائتلاف العالمي لن يقدم الضحايا في القتال على الارض. من سيكون مطالبا باحتلال الموصل سيكون الجيش العراق الذي يوجد حاليا في معظمه على الورق. سوريا؟ هناك لا يوجد على الاطلاق ما يمكن الحديث فيه، فهذه اوبيرا مختلفة تماما.
ثانيا، بتقديري لا تشكل «الدولة الاسلامية» أي تهديد وجودي على أي دولة مجاورة، وبالتأكيد ليس على الولايات المتحدة. فضلا عن ذلك، اقدر على نحو شبه مؤكد بان ليس للتنظيم اي قدرة أو احتمال في السيطرة على بغداد. إذن كيف حصل ان فجأة اصبح هو التهديد العالمي الاكبر، الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تركز عليه وحده. ماذا عن الاسد وجزاريه؟ فهل القي بهم حاليا الى الزاوية. كل هذا لا يعني ان «الدولة الاسلامية» ليست تهديدا، ولكن بالتأكيد ليس بالمستوى الذي تصوره الدعاية الامريكية. فقد جعلوا كلبا نابحا نمرا كاسرا.
ان وجود التنظيم هو نتاج سياقين مركزيين اجتازتهما المنطقة في العقد الاخير: الاول، السياسة الامريكية التي بدأت باحتلال العراق في 3002 في عهد بوش واستمرت بالجلاء من العراق في 1102 في عهد اوباما؛ الثاني، الهزة السياسية، الاجتماعية والدينية التي يجتازها العالم العربي منذ 1102. كنتيجة لهذين السياقين انهارت الانظمة المركزية القوية، الطاغية، في العراق وفي سوريا. وتجسد «الدولة الاسلامية» كل البركان الذي انفجر في المنطقة بغيابهما، انفجار يتحدى ثقافة الغرب وكل النظام السياسي للمنطقة.
تشكل الحركة مجال جذب وتشجيع لكل الجهات المغتربة والمضطربة في العالم. ويدور الحديث عن منطقة قريبة من اوروبا، وهنا يكمن التهديد الذي يعتبره الغرب هو الاخطر: اولئك المواطنين الغربيين (ويدور الحديث عن اكثر من ألف) ممن تجندوا لصفوف «الدولة الاسلامية»، جمعوا تجربة قتالية وغسلت ادمغتهم بايديولوجيا متطرفة، سيعودون الى بلدانهم ليشكلوا هناك خلايا ارهابية.
وعليه، فان النقطة المركزية هي برأيي التالية: حتى لو دمرت «الدولة الاسلامية» في العراق، فالمشكلة المركزية للمنطقة ستبقى حية قائمة – غياب الانظمة المركزية القوية، الاضطراب الاجتماعي والديني العميق، منظمات الارهاب والعصابات المختلفة والمتنوعة والسعي الايراني الى الهيمنة في الخليج والهلال الخصيب.
واسرائيل؟ هي ليست عضو رسمي في سيرك الائتلاف، ولكن يمكنها أن تستمد منه المنفعة. ولكن هذا موضوع آخر.

معاريف

 

حرره: 
م.م