مسرح الحرية يستعد لاطلاق عمل مسرحي جديد حول قرية توانة المحاصرة

مسرح الحرية

زمن برس، فلسطين: قصص من النضال الشعبي وبمحاكاة للحياة اليومية للفلسطينيين في المناطق الاكثر التحاماً بقوات الاحتلال ومستوطنيه، تأتي مسرحية توانة لتعيد تسليط الضوء على الحياة التي يعيشها سكان تلال جنوب الخليل، والتي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، حيث تقيم دولة الاحتلال في تلك المنطقة نظام تمييز عنصري في خرق للقانون الدولي الانساني.
فيصل ابو الهيجاء مخرج العمل ظهر منفعلاً في بروفة العمل وهو يشارك ممثليه من طلاب مدرسة المسرح التابعة لمسرح الحرية، حيث يتناول كل جزء من المسرحية ناقلاً الاحاسيس الحقيقية لدى سكان القرية الذين عاش معهم لفترة، ويقول ابو الهيجاء: ان اهمية هذا العمل انه يستند بالفعل لقصص واقعية ولاناس حقيقيين في توانة، حيث اجريت معهم مجموعة من اللقاءات المسجلة شفوياً وكذلك اجري بحث ميداني حول واقع تلك المنطقة وما تتعرض له من انتهاكات، فهناك الناس محرومون من الوصول الى اراضيهم ومن مصادر المياه، اضافة الى حرمانهم من الخدمات الاساسية كالسكن والرعاية الصحية، الى جانب ذلك كله فيتعرض ابناء القرية الى قمع منظم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ومن مستوطني المستوطنات الغير شرعية المقامة على اراضي الفلسطينين، ويضيف ابو الهيجاء وهو فنان مسرحي، ان هدفنا أن نعرف كيفية نجاح حركة  النضال الشعبي  هناك، على الرغم من وجود العديد من العقبات، فمن بين جميع المقابلات التي قمنا بها، نحن الآن نحدد جوهر قصة هذا المجتمع، وقد وجدنا ثلاثة عناصر أساسية: الإنسانية، المقاومة، والتنظيم.
فبعد نجاح مسرحية الحجر هو رمزنا، والتي تناولت مفهوم المعاناة والصمود في المجتمعات الفلسطينية التي تشارك في المقاومة المدنية ضد الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في مصادرة الأراضي، والتطهير العرقي والتمييز العنصري، وقد اتخذت من قرية النبي صالح النموذج الذي حاكته في العمل الفني فقد جرى العمل خلال مسرحية توانة على تطوير هذا الجانب من خلال بناء لمقاومة ثقافية تخلق الوعي والادراك حول اهمية تحول الفن لاداة تعبر عن الشارع، والتي تركز على اهمية الشراكة الجمعية في تحقيق اهداف المجتمع فيتم خلال العمل التركيز على النساء اللواتي يلعبن دورا مركزيا في حركة النضال في توانة، وهذا ما يظهر من خلال التدريب والنصوص لممثلات العرض علياء الروسان ورنين عودة وسماح محمود، وما يشاركهن فيه زملائهم إسماعيل العالول وأمير ابو الرب وإيهاب التلاحمة وأسامة العزة وإبراهيم مقبل، وهم من طلبة السنة الاولى في مدرسة المسرح التابعة لمسرح الحرية ضمن برنامج تعليمي درامي مدته 3 سنوات، حيث يشاركون في مسرحية توانة في خطوات بناء الانتاج كممثلين ولاعبين اساسين في العمل الفني.
ويختم المخرج المسرحي فيصل ابو الهيجاء حديثه عن باكورة اعماله في مجال الاخراج: ان المسرحية هي ممارسة مثالية للمقاومة الثقافية، حيث نذهب إلى المجتمعات التي تواجه ضغوطا لا يمكن تصورها ومضايقات من المستوطنين والجيش، ولكنها رغم ذلك  تمكنت من البقاء والصمود، فنقوم بجمع قصصهم وتحليلها، ومن ثم إعادة كتابتها بصورة  مسرحية، ويقوم  طلابنا بعرض هذه القصص على خشبة المسرح  في المجتمعات الأخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية.
يشار الى ان مسرح الحرية في مخيم جنين كان قد اعلن عن جدول عروض المسرحية، حيث سيكون افتتاح مسرحية توانة على خشبة سينما جنين منتصف الشهر القادم، وستجوب المسرحية مناطق جبع وفقوعة في محافظة جنين والجفتلك في محافظة اريحا، وفي النبي صالح ونعلين في محافظة رام الله، الى جانب مخيم عايدة والولجة والمعصرة في محافظة بيت لحم، ومخيم العروب في محافظة الخليل، فيما سيكون العرض الختامي في جولة الضفة الغربية في قرية توانة في نهاية شهر كانون الاول القادم، حيث سيتم عرض هذا العمل بدعم من سيدا ضمن برنامج شبكة الفنون الادائية بتمويل من الاتحاد الاوروبي وبدعم من افاق والمجلس الثقافي البريطاني.
وتوانة هي قرية فلسطينية صغيرة تقع إلى الجنوب من مدينة يطا (جنوب جبل الخليل) من محافظة الخليل، والعديد من سكان القرية يعيشون في الكهوف حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بهدم البيوت بشكل مستمر، وهي قريبة من مستوطنة ماعون الإسرائيلية (التي شيدت في عام 1981) والبؤرة الاستيطانية حفات ماعون او هيل 833 المقامة على تل ابو جندية (والتي اقيمت سنة 2001)، وتحدث نزاعات متكررة بين سكان توانة والمستوطنين العنيفين على الأراضي والطرق والموارد المائية، وهذه قرية مقامة على انقاض خربة تاريخية تعود نشأتها الى العصر البيزنطي حيث وجد اثار لفخار من ذلك العصر، كما وجد آثار لكنيسة تعود الى العصور الوسطى.

حرره: 
م.م