غزة والماء

نقص المياه في غزة

يعاني سكان القطاع بعامة والمهجرون بخاصة نقصا شديدا من ماء الشرب والاستحمام
 

بقلم: عميره هاس

يعاني الـ 1.8 مليون من السكان في قطاع غزة جميعا نقصا شديدا من ماء الشرب والاستحمام بعد أن سبب القصف أضرارا باهظة بالبنية التحتية للماء والكهرباء والصرف الصحي.
وإن احدى أشد المشكلات التي تنبع من نقص ماء الاستحمام والتطهر هي الامراض الجلدية والتلوث الذي ينتشر بين سكان الملاجيء المؤقتة للمقتلعين من بيوتهم حيث يوجد فيها اليوم نحو من 275 ألف انسان. ويتوقع أن يزيد عددهم مرة اخرى مع تجدد القصف.
بسبب اصابة آبار الماء يستخرج فقط نصف كمية الماء في قطاع غزة. وتم تحسين الامداد بالكهرباء قليلا بعد أن تم اصلاح الأضرار بخطوط التيار العالي، لكن دورة الكهرباء في القطاع كله ما زالت ست ساعات في مقابل 12 ساعة بلا كهرباء. وإن الامداد المتقطع بالكهرباء والنقص في السولار لمولدات الكهرباء يعطلان عمل الآبار ونقل الماء الى الاحياء والبيوت.
خلال الهدنات الاخيرة عملت فرق تقنية من المجالس البلدية وسلطة الماء الفلسطينية لاصلاح بعض البنية التحتية ومنشآت الماء التي تضررت، واستمرت منظمات مساعدة وعلى رأسها الامم المتحدة والصليب الاحمر على توزيع قوارير ماء الشرب أو الماء المنقى في حاويات بين نحو من 275 ألف مقتلع من بيته يمكثون في مدارس وكالة الغوث والمدارس الحكومية.
هناك فرق خاصة مسؤولة عن توزيع ماء التطهر فقط على المراحيض في المدارس. وبرغم ذلك يعاني الناس كثيرا من وضع المراحيض وصف الانتظار الدائم أمامها. ويسكن نحو من 115 ألف مقتلع من بيته في ملاجيء غير رسمية: عند اصدقاء وأقرباء، وفي شقق خالية وفي مخازن وحوانيت بل في متنزهات في مراكز المدن. ويشتكي المقتلعون جميعا، وعددهم العام 380 ألفا، من أنهم لم يستحموا مدة بضعة اسابيع. وهناك من يستعملون ماء القوارير المخصصة للشرب لغسل أولادهم.
تتحدث سلطة الماء الفلسطينية عن 11 بئر استخراج ماء وعن وحدتين لتنقية الماء دُمرت تماما بالقصف، هذا الى 15 بئرا و4 وحدات تنقية ماء دمرت تدميرا جزئيا. وقد دُمر تماما 29 كم من الانابيب ودُمر 17 كم آخر من الانابيب تدميرا جزئيا. إن نصف انابيب الماء في القطاع سليم أو تحت السيطرة وهو يتلقى الماء مرة واحدة في كل خمسة ايام بحسب ما تقول EWASH، وهي مجموعة منظمات مساعدة دولية مختصة بقطاع الماء.
وفي الايام العادية ايضا حينما لا توجد أضرار من القصف، لا يكون أكثر من 90 بالمئة من الماء في القطاع صالحا للشرب لأن اسرائيل تلزم السلطة الفلسطينية (المسؤولة الى اليوم عن قطاع الماء في قطاع غزة ايضا) تلزمها بأن تكتفي بالمياه الجوفية في داخل القطاع برغم زيادة عدد السكان الكبيرة جدا. والآن يوجد استخراج ماء زائد دائما ويتغلغل ماء البحر وماء الصرف الصحي الى المياه الجوفية. ولهذا يتعلق الناس بالماء المنقى في منشآت تنقية بلدية أو خاصة.
زمن الهدنة بدأت الفرق التقنية المختلفة من سلطة الماء الفلسطينية والمجالس البلدية اصلاح الاضرار في شبكتي الماء والصرف الصحي. وتم 11 اصلاحا كبيرا للآبار والانابيب. ووزعت وزارة السلطات المحلية نحوا من 5 آلاف لتر كلور على آبار المياه الجوفية في مدينة غزة نفسها واهتمت بعدة اعمال اصلاح وصيانة عاجلة. وإن تجديد قصف غزة منذ أول أمس يتوقع أن يزيد في بطء اعمال الاصلاح وتوزيع الماء بسبب الخطر على حياة الفرق وموزعي الماء الذين يتنقلون في شوارع القطاع.

هآرتس 

 

حرره: 
م.م