أخطأنا التقدير

كتائب القسام

وحده الغبي غير قادر على أن يفهم بأن حماس لن تفلت من يديها الذخر المسمى غزة

بقلم: تشيلو روزنبرغ

الآلية التي كانت في استئناف النار نحو اسرائيل بعد جولة اخرى من المحادثات العقيمة في القاهرة ووقفات النار التي لا تنتهي، يجب أن تقلق جدا مواطني اسرائيل. فأن تطلق حماس النار قبل دقائق من منتصف الليل مع اقرار وقف نار آخر لخمسة ايام، والجيش الاسرائيلي هاجم «اهدافا» ووقف النار مرة اخرى دخل حيز التنفيذ – هو وضع لا يطاق. فاسرائيل التي يفترض أن تملي سير الامور، اسرائيل القوة العظمى العسكرية، تنجر وراء املاءات حماس. يوجد هنا اخفاق فظيع.
مراقب الدولة، في مجرد الاعلان بانه سيفحص اجراءات اتخاذ القرارات في القيادة السياسية والعسكرية، يلمح بان هناك مشكلة في سير الحرب الحالية. فاذا كانت اسرائيل استجابت لوقف النار الاول (الذي لم تحترمه حماس)، واستجابت في المرة الثانية والثالثة، وزعم عن حق كبير بانها تحظى بريح اسناد من الاسرة الدولية، وفي المرة السابعة والثامنة لم يعد يدور الحديث عن مكسب سياسي بل عن ضياع واضح للاتجاه. فالاهداف التي طرحت في بداية المعركة لم تتحقق، سواء في المجال العسكري أم في المجال السياسي. وفي هذه الاثناء فان الاصوات اللاذعة التي تنطلق من اوروبا ومن الولايات المتحدة، من الرئيس اوباما نفسه، تلحق ضررا شديدا. فالتقرير في «وول ستريت جورنال» والذي يفيد بان الادارة في واشنطن أوقفت ارسالية صواريخ «لان نتنياهو وفريقه متهورون وغير جديرين بالثقة»، هو قول استثنائي في حدته.
الكسول وحده غير قادر على أن يفهم بان حماس لن تفلت من يديها الذخر المسمى غزة، والتي هي عمليا شبه دولة. حماس هي التي طردت مكللا بالعار ابو مازن، بينما اسرائيل تتوقع أن تعيد مصر، بمساعدة دول عربية اخرى، السلطة الفلسطينية الى غزة. فهذا غباء لا يوصف. حماس لا بد ستوافق على كل هدية تمنح لغزة حتى بثمن رقابة واشراف السلطة الفلسطينية. وما أن تستقبل الهدايا، ستطير حماس ابو مازن ورجاله الى كل الرياح. هكذا كان وهكذا سيكون.
لا حاجة لان يكون المرء خبيرا كبيرا كي يفهم بان الخطوة العسكرية لم تخرج حماس عن توازنها. فقدرة حماس على إمطار اسرائيل بعشرات عديدة من الصواريخ المتخلفة للغاية لم تتضرر عل الاطلاق. والدليل هو أنها تواصل اطلاقها. والان تصوروا أن تواصل حماس اطلاق صاروخين – ثلاثة صواريخ في الشهر، ولا سمح الله تمس بمؤسسة تعليمية، أو طائرة مدنية فتلحق خسائر في الارواح. فهل في سيناريو الكابوس هذا لا يزال ساري المفعول القول اننا اصبنا بشدة قدرتها العسكرية؟
في موضوع الانفاق هو الاخر لم تنته المهامة. هنا ايضا المعرفة موجودة وكذا القدرة على اعادة الحفر. ومن يضمن لنا الا تكون حماس تواصل منذ الان حفر الانفاق الجديدة؟ لا أحد.
ان اسرائيل ملزمة بالاعلان بانه دون تواجد دائم لقوات دولية داخل القطاع، بما في ذلك الرقابة الوثيقة جدا من مصر، فلا اتفاق. وموضوع التجريد يحتاج الى الايضاح: غزة تنزع صواريخها برعاية القوة الدولية ومندوبين عن الامم المتحدة. كما أن على اسرائيل أن تعلن بان كل عمل معاد ضدها سيؤدي الى تصفية قادة الحركة. والى جانب هذه الخطوات، علينا أن نعلن عن اعطاء مساعدة لسكان غزة لا تمر عبر حماس ولا عبر الوكالة بل عبر قوة دولية تعنى بترميم القطاع. كما تعلن اسرائيل عن استئناف المفاوضات السياسية بروح خطة نتنياهو. وترميم العلاقات مع العالم هو الاخر مهامة يجب أخذها بجدية تامة. ان معالجة هذه الاخفاقات حيوية لامن اسرائيل.

حرره: 
م.م