هل هو من سيحمينا؟

ابو مازن

نداف هعتسني

القرار بتكليف جنود ابو مازن منع تهريب الصواريخ والاسمنت الى غزة هو مثابة غباء أو رفع لليدين. كونه لا يمكن اتهام الثنائي نتنياهو – يعلون بالغباء، فالاستنتاج هو أنهما عمليا رفعا اليدين .

في منتصف العام 1994 وصل ياسر عرفات الى البلاد المقدسة، بعد وقت قصير من دخول قواته الى غزة وأريحا وقبل بضعة اشهر من حصوله على جائزة نوبل للسلام. لقد كان عرفات شريك اسرائيل قبل اتفاقات اوسلو، من كان حسب اسحق رابين وشمعون بيرس يفترض به أن يفرض إمرته ويمنحنا الامن «بدون محكمة العدل العليا وبدون بتسيلم»، مثلما قال رابين. وضمن أمور أخرى تعهد عرفات الا يدخل اسلحة الى القطاع والى اريحا، باستثناء المسدسات والبنادق التي تستهدف «الحفاظ على النظام». والى جانب ذلك تعهد الا يدخل ارهابيين معينين، مثل قتلة الرياضيين في ميونيخ.

وها هو، عندما وصلت مرسيدس عرفات الى معبر رفح من الجهة المصرية، لاحظ المستقبلون بان عرفات يجلس عاليا بشكل غير معقول. وسرعان ما تبين ان الرئيسي يجلس على قاتلين دخولهما الى غزة كان محظورا، وحاول تهريبهما الى الداخل. ولاحقا وصلت قافلة الشاحنات التي وصفت بانها الامتعة الشخصية لابو عمار. غير أنه في الفحص تبين بان الامتعة الحميمية تتضمن صواريخ مضادة للدبابات، كان حظر ادخالها بوضوح ولها هدف واحد فقط – اسرائيل.

لا يمكن للمرء الا يتذكر هذا السلوك للشريك الفلسطيني، امام التقارير عن موافقة اسرائيلية لايداع معبر رفح والقاطع الحدودي في ايدي الشركاء القدامى، رجال السلطة. يتبين ان اسرائيل توافق ان يكونوا هم بالذات من يمنع حماس من تهريب الصواريخ والاسمنت الى داخل القطاع. هذه الفكرة غريبة على نحو خاص على خلفية حقيقة أن في هذه اللعبة نوجد منذ 1994 وحتى اليوم. لقد لعبت السلطة دوما دور الكيان الذي يحترم الاتفاقات، ولكنها حرصت على عمل النقيض التام. واحد من أسس الطريقة كان ولا يزال البوابة المستديرة. انا نفسي كنت شاهدا لاحدى المهازل الحزينة في هذا المجال، عندما زرت غزة في أواخر 1994. فقد أذيع في الراديو عن اعتقال الشيخ عبدالله الشامي من الجهاد الاسلامي في سجن السلطة بسبب اعماله ضد اسرائيل. واذا بنا نجد الشيخ في بيته في حي الشجاعية وقد سر لان يصور وهو مبتسم من الاذن الى الاذن، ولا سيما عندما روينا له بانه محتجز في سجن السلطة.

ومثل البوابة المستديرة، فان خرق الاتفاقات، اعداد السلاح الهجومي ضدنا ونزع شرعيتنا هي اسم اللعبة في رام الله اليوم ايضا. ففي الاسبوع الماضي فقط وثقت تصريحات توفيق الطيراوي، مسؤول فتح الكبير المقرب من ابو مازن، الذي كتب على خلفية المواجهة في غزة كم «بقينا ملتزمين باخراج الاحتلال من كل بلادنا الطاهرة. من النهر وحتى البحر». ومؤخرا فقط كشفت منظمة «نظرة الى الاعلام الفلسطيني»، كيف أن برامج الاطفال التي تبث في تلفزيون السلطة تعد بمحو اسرائيل من الخريطة. وقبل اسبوع فقط وثق ابن وحفيد محمود عباس يعدان «بالعودة الى صفد».

على هذه الخلفية، فان القرار بتكليف جنود ابو مازن منع تهريب الصواريخ والاسمنت الى غزة هو مثابة غباء أو رفع لليدين. كونه لا يمكن اتهام الثنائي نتنياهو – يعلون بالغباء، فالاستنتاج هو أنهما عمليا رفعا اليدين. وبالذات عندما يصحو الجمهور الاسرائيلي ويدفع نحو تغيير قواعد اللعب الهزيلة التي انتهجت منذ اوسلو وفك الارتباط، يتبنى رؤساء الليكود طريق شمعون بيرس. وعلى الطريق يلحقون باسرائيل ضررا لا مرد له ويعرضون للخطر مصير وجودنا في يهودا والسامرة. فهم يمنحون الشرعية للعدو من رام الله ويقبلون مبدأ الوحش ذي الرأسين، حكومة حماس – فتح، التي عارضوها جدا حتى اليوم. وهكذا يضمن ايضا ان تكون الجولة التالية من المواجهة خطيرة وفتاكة اكثر بكثير من الجولة الحالية.

 

معاريف/الاسبوع