هكذا نجرد غزة من السلاح

سلاح المقاومة

حاييم آسا

بعد 23 يوما من القتال حققت اسرائيل عدة انجازات هامة. يكمن الانجاز الاكبر في القبة الحديدية التي تبث معنى كبيرا لكل المنطقة، لحزب الله، لسوريا ولايران، الذين اقاموا كل قدراتهم الهجومية على منظومة ضخمة من المقذوفات الصاروخية والصواريخ الباليستية التكتيكية.
أما الانجاز الثاني فيكمن في تعطيل المشكلة المحلية التي نشأت بشكل مهدد والمسماة «الانفاق». وسيؤدي تعطيلها الى انهاء دورها الاستراتيجي. سيتحدد حل من الجانب الاسرائيلي، وبذلك تنتهي هذه القصة.
والذي لا ينتهي هو نية حماس في مواصلة معارضتها لوجود اسرائيل. والذي لا ينتهي بنجاح هو الاخر – مكانة حماس السياسية – الاجتماعية في غزة. بمعنى أن احتمال تطور عسكري جديد في غضون زمن غير طويل هو احتمال عال للغاية.
وعليه، فهل يمكن الاكتفاء بهذه النتيجة، وانتظار الجولة التالية؟ أم السماح لحماس «بكسب» شيء ما من هذه المواجهة، والسماح لاسرائيل ايضا بكسب شيء ما. نعم، الكل رابح Win-Win. غريب؟ على الاطلاق لا. ان جوهر الحل يكمن كما أسلفنا في حل المعادلة: حماس تطلب التحرر من الحصار البحري، اسرائيل من جهة ثانية تطلب تجريد غزة من القدرات الهجومية .
منظومة جمع المعلومات الاستخبارية مع منظومة رقابة يؤديها مراقبون – مفتشون يمثلون اسرائيل، الولايات المتحدة، روسيا، مصر وربما مندوب اوروبي في كل ما يتعلق بالحركات المادية للاليات، القوات، المواد الخام وكذا الاموال والبضائع. من جهة اخرى منظومة رقابة اضيق، وربما ذات منظومة الرقابة التي تعنى بفحص كل السفن التي تدخل الى الميناء البحري لغزة وهكذا يتوقف الحصار. منظومة جمع المعلومات والرقابة هذه، والتي تستند الى منظومات جمع المعلومات الاستخبارية المتطورة التي لدى الغرب – ولا سيما اسرائيل والولايات المتحدة – ستمنح المنظومة الاستخبارية في اسرائيل سيطرة حرجة، وأكثر من ذلك، كل فحص يستدعي دخولا الى منطقة غزة، او تعطيلا للتهديد يجري برعاية الامم المتحدة. بمعنى أن اسرائيل لا تكون مطالبة بانتظار أزمة مع حماس في شكل اختطاف أو اطلاق صواريخ كي تدخل الى الداخل. فهي يمكنها أن تفعل ذلك فقط على الاشتباه ودون أن تفقد غرام واحد من الشرعية.
لغرض ضرب مثال، لو كان يتعين على اسرائيل أن تعالج الانفاق الهجومية لحماس قبل نصف سنة، وكانت الالية المقترحة هنا موجودة، لكان بوسعها أن تطلب تعطيلها تحت علم الامم المتحدة، دون أن تنتظر أزمة على نمط اطلاق حماس للصواريخ او الاختطاف في الخليل.
هذا المفهوم، باللغة المهنية، يسمى MFO Miltinational Forces of Observers) وهو كفيل بان يشكل هدفا على المستوى العملياتي ـ التكتيكي (تجريد غزة مقابل ازالة الحصار)، بادارة مندوبي الامم المتحدة وتحت رعاية مجلس الامن وبمشاركة اسرائيلية. لقد طبق مفهوم الـ MFO بعد اتفاق السلام مع مصر، مستند الى منظومات بدائية (وسائل رقابة)، ولكنه خلق قدرا من الثقة بين الدولتين.
على منظومات جمع المعلومات ذات الصلة أن تستند الى الطائرات الصغيرة وطائرات الاستطلاع التي تعمل بشكل متواصل وتمشط المنطقة بجساسات من أنواع مختلفة، وتخلق صورة وضع حديثة في كل لحظة. وقد سبق لمثل هذه المنظومات ان اقترحت ايضا عندما اقترح تجريد هضبة الجولان لغرض تسوية سلمية مع سوريا.
ان خلق «عنصر ثقة» (وان كان محدودا) بين الطرفين هو حجر أساس ضروري لخلق أجواء لوجود نوع ما من التسوية في المنطقة. وكل هذا، بعد ان تصفي اسرائيل كل الانفاق في غزة. بمعنى – ليس فورا، في حالة أن يبحث أحد ما عن سبيل لمهاجمة هذه الفكرة.

معاريف 

حاييم آسا

حرره: 
م.م