مرحلة الدبلوماسية

بقلم: أسرة تحرير هآرتس

وقف النار القصير الذي دخل اتفق عليه الجمعة ودخل حيز التنفيذ، منح مهلة زمنية حيوية لاسرائيل ولغزة. ليس فقط للهدوء قليلا من الصواريخ والانفجارات، جمع الجثث ومعالجة الاحتياجات الحيوية؛ بل ذكّر الطرفين كم هو هام ايجاد السبيل لتمديده وجعله وضعا دائما.
لقد فقدت اسرائيل 40 ضابطا وجنديا وثلاثة مدنيين (عددعم اليوم فوق الخمسين)، بينما عدد القتلى في غزة يصل الى نحو الف نسمة (اليوم فوق الألف ومائة)، معظمهم مدنيون أبرياء. الدمار في غزة هائل والاحساس بانعدام الامان في اسرائيل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الواقع. كما تبين في الايام الاخيرة ايضا بان الحرب في غزة تنتقل الى الضفة والى شرقي القدس، ومن شأنها أن تشعل انتفاضة واسعة النطاق.
لا تسعى اسرائيل الى احتلال غزة او البقاء فيها لفترة طويلة. اهدافها، على الاقل حسب تصريح رئيس الوزراء، بقيت محدودة: تدمير الانفاق الهجومية ومنع اطلاق الصواريخ. الهدف الاول يوشك على ما يبدو على التحقق. أما الهدف الثاني فلا يزال بعيدا ويبدو انه لا يمكن أن يتحقق في اطار الخطوة العسكرية الحالية.
على هذه الخلفية، لا مفر من القول ان هذه الحرب يجب ان تنتقل من الميدان الى طاولة المباحثات، فيما يتعين على «صورة النصر» ان تكتفي بمجرد تحقيق هدوء طويل المدى وتدمير الانفاق الهجومية. في غياب مسيرة سياسية شاملة، تؤدي الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، فان هذا هو انجاز لا بأس به.
تأتي المساعي الدبلوماسية التي يديرها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، إذن، كي يتحقق الممكن في الظروف القائمة. لا انتصارا سياسيا جارفا لاحد الطرفين بل وقف للنار محدد، متفق عليه وناجع. ومن أجل تحقيق ذلك يتعين على اسرائيل أن تلطف حدة موقفها بالنسبة للاغلاق المفروض على غزة. اذا فعلت ذلك، لن تكون حاجة لاي تنازل لحماس، بل ترميم انبوب الاكسجين الذي يسمح لنحو مليون وثمانمئة الف من مواطني غزة ان يعيشوا حياتهم بكرامة.
اسرائيل، التي ادعت دوما بان ليس لها حرب مع مواطني غزة، لا يحق لها أن تجعل الاغلاق الوحشي، الذي لم يثبت نفسه، سلاحا سياسيا. كما أن فتح معبر رفح، الخاضع لسيطرة مصر، يجب أن يكون متفقا عليه. يمكن تحديد شروط وتحفظات على رفع الاغلاق وفتح المعبر، ولكن المبدأ يجب ان يتقرر الان من أجل تزويد الوسطاء بأدوات حيوية في مساعيهم لاخراج الجيش الاسرائيلي من غزة.

هآرتس

حرره: 
م.م