عزيزة ظاهر

زمن الخير، خاص زمن برس: يبكي المواطن زكريا خليل زهران من مخيم عسكر القديم ( 38 عاماً ) بحرقة وألم  مثل طفل صغير كلما نظر إلى جسده ورجليه المنتفختين المتقرحتين ، اللتين لم يعد يسعهما حذاء ، وكلما تذكر أن هناك بعض الحلول لوضعه الصحي لو لم يكن فقير الحال، ويتمنى لنفسه الموت بعد أن تجاوز وزنه 170 كغم  وتحولت حياته إلى جحيم .

لم يعد خليل الذي كان يعمل في مجال البناء قادرا على العمل ، بسبب السمنة المفرطة لديه ، والناجمة عن خلل هرموني أصابه منذ الطفولة وتفاقمت معه المشكلة في بداية الثلاثين من عمره ، ليصل به الأمر إلى هذا الحال .

زكريا متزوج من ابنة عمه وله ( 5 بنات وولدين ) أكبرهم إسراء (17 عاماً) وقد زوجها والدها وهي في السادسة عشر من عمرها لفقر حالهم وهي أم لطفلة ، وأصغرهم يحيى سنتان .

وتصف زوجة زكريا حياتهم أنها الجحيم بعينه ، وتقول أن زوجها يقضي معظم وقته نائما على ظهره ، فهو لا يستطيع الحركة يمينا ولا شمالا ، وغالبا ما ترى الدموع تنهال من عينيه .

وأشارت إلى أنهم لا يتلقون أي مساعدة من احد سوى ( 850 ) شيكل تصرف من الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة شهور .

وتتساءل زوجة زكريا ، ماذا يمكن أن يفعل هذا المبلغ بأسرة مكونة من تسعة أفراد والأب فيها مريض ، ولا يكفيه هذا المبلغ للعلاج ، ويصرف كل ثلاثة شهور مرة واحدة .

و مما يزيد الأمر تعقيداً ، أن زكريا يعاني من إعاقة في رجله اليمنى فهي اقصر من اليسرى بحوالي 2 سم الأمر الذي جعل حركته أصعب في ظل السمنة المفرطة،  كما ويعاني من مرض ضغط الدم ويأخذ علاجا غير متوفر بالمركز الصحي التابع لوكالة الغوث في المخيم فيشتري الدواء بشكل دائم على حسابه الخاص وسعره ( 60 ) شيكل ، إضافة إلى مرض القولون العصبي وغضروف في الظهر ، وتكلس في الركبة والتهاب حاد في أنسجتها ، إضافة إلى مرض النقرس الذي يزيد من تورم قدميه وأصابع القدم . ولم تقف معاناة زكريا إلى هذا الحد بل تعدتها ليعاني زكريا من أمراض الاكتئاب والتوتر النفسي والعصبي وهو يتعاطى أدوية نفسية بشكل دائم للحفاظ على اتزانه وهدوئه .

وتعيش أسرة زكريا في بيت تنقصه كل مقومات الحياة ، والأدهى والأمر أن البيت بلا إضاءة بعد أن تعرض أمان الكهرباء في المنزل إلى صاعقة خلال الشتاء المنصرم اتلفت أسلاك الكهرباء في البيت ومنذ ذلك الوقت وهو غير قادر على إصلاح الشبكة والتمديدات الكهربائية .

ويقول زكريا والحزن يملا عينية والألم مطبوع على ملامح وجهه " لو لم أكن أعاني من السمنة المفرطة على الأقل لكان بإمكاني العمل ، ولما طلبنا مساعدة من احد ".

"أحد أطفال زكريا"

ونوه زكريا إلى" أن احد الأطباء قد اخبره بإمكانية إجراء عملية شفط دهون وتصغير معدة ، ولكن تكلفة العملية تتجاوز 6000 دينار .

وقد ناشد زكريا الجهات المختصة الالتفات إلى وضعه ، والتكفل بعلاجه بالمراكز المختصة".