مستخدمو الإنترنت العرب "لا يشعرون بأمان"

واشنطن: أظهرت دراسة أجرتها جامعة (نورث وسترن الأمريكية) بالتعاون مع مركز (هاريس انترأكتيف) لاستطلاعات الرأي أن معظم مستخدمي الإنترنت لا يشعرون أن بإمكانهم التعبير عن آرائهم بحرية على الإنترنت وأن معظمهم يطالبون بفرض مزيد من الضوابط التي تنظم التعبير عن الرأي على الإنترنت أيضا.

وعبر عددٌ ممن أجروا الدراسة عن تعجبهم مما اعتبروه تناقضا في الواقع العربي الراهن.

وقال جاستن مارتن الأستاذ المساعد في كلية الصحافة بجامعة نورث وسترن "نتائج الدراسة تظهر تناقضا في الواقع العربي ، ففي حين أسهم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم ثورات الربيع العربي لكن العرب يعتبرون أنه ليس بإمكانهم التعبير بأمان عن آرائهم على الإنترنت كما أنهم يرغبون في وضع مزيد من القيود على التعبير عن الرأي على الإنترنت خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالأمور الدينية والأمور المتعلقة بالجنس."

انتقاد الحكومات لايزال صعبا

أجريت الدراسة على 1200 شخصٍ في كل دولة من بين ثمانِ دول عربية هي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن ولبنان وتونس ومصر.

أبرزُ النتائج التي خرجت بها الدراسة هي أن: أقل من 47% فقط يعتقدون أن بإمكانهم التعبيرَ عن آرائهم بأمان على الإنترنت و46% فقط هم من يعتقدون أن بإمكانهم انتقاد حكوماتهم و38% عبروا عن قلقهم من أن الحكوماتِ قد تراقبُ أنشطتهم على الإنترنت.

وفي إجابةٍ على سؤالٍ عما إذا كان بإمكان المشاركين التعبيرَ عن آرائهم على الإنترنت مهما كانت غيرَ شائعة قال 61% في قطر إن بإمكانهم القيام بذلك وهذا ما قاله 63% في البحرين و57% في الأردن و61% في لبنان و57% في تونس و65% في الإمارات و76% في السعودية التي تشهد طفرة في استخدام الإنترنت و48% في مصر التي لا تزالُ فيها نسبةُ من الأمية ليست بالقليلة، كما أن خدماتِ الإنترنت ليست متوفرة بالقدر الكافي.

وتمثل بعض هذه الأرقام علامة استفهام حيث لا تعبر الأرقام الخاصة بمصر وتونس عن الواقع الذي يلمسه كثيرون خصوصا في هاتين الدولتين اللتين تصدرتا قطار الربيع العربي.

ووجه بعض الحضور انتقادات للدراسة من هذا المنطلق حيث أنها أخذت عينة متساوية في كل دولة تبلغ 1200 شخص ولم تأخذ في الاعتبار بعض العوامل مثل الاختلاف الكبير بين عدد السكان في كل دولة والتفاوت الكبير أيضا في نسبة الأمية في كل دولة وأشاروا إلى أن نتائج الدراسة أقرب إلى العمومية منها إلى الخصوصية المعبرة بصورة دقيقة عن الواقع العربي.

مستهلكون غير منتجين

وقال جاد ملكي مدير قسم الدراسات الإعلامية في الجامعة الأمريكية ببيروت إن القسم الذي يرأسه أجرى دراسة مماثلة قبل عامين وأشار إلى أن القاسم المشترك لهذه الدراسات هو أن المواطن العربي هو مستهلك للإعلام سواء على الإنترنت أو خارجه أكثر من كونه منتجا للإعلام.

وأضاف ملكي أن أبرز مثال على ذلك هو أن استخدام الإعلام "الاستهلاكي" مثل فيسبوك وغيره من الوسائل المشابهة تصل نسبته بين مستخدمي الإنترنت في الدول العربية إلى ثمانين وتسعين في المئة مقارنة بخمسة أوعشرة في المئة بالنسبة للمدونات وغيرها من وسائل إنتاج الإعلام."

وأكد ملكي أن معظم استخدامات الإنترنت في الدول العربية هي بالدرجة الأولى للترفيه أكثر من استخدامها في أي غرض آخر علمي أو بحثي أو ما إلى ذلك.

وفي تعليقه على نتائج هذه الدراسة قال إبراهيم الشبلي وهو طبيب عماني يعيش في لندن إنه لا يعتقد أن هذه الدراسة تعبر عن الواقع بالفعل.

وقال إن الإنترنت هي الأداة التي ساعدت على كسر حاجز الخوف بالنسبة للمواطن العربي ولكن هناك بعض العادات والطباع التي تغلب لدى العرب مثل الرقابة الذاتية أوالخوف من السلطة السياسية، هذا هو الأمر الذي يحتاج وقتا لكي يزول.

حرره: 
ا.ش