خبير عسكري: إسرائيل لن تخوض حربا ضد إيران قريبا

خبير عسكري: إسرائيل لن تخوض حربا ضد إيران قريبا

زمن برس، فلسطين:  استبعد خبير عسكري إسرائيلي أن يشن جيش الاحتلال حربا ضد إيران قبل انتهاء مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض، قائلا إن احتمال وقوع مثل هذا الهجوم من الناحيتين التكتيكية والقانونية بات ضئيلا للغاية". 

وأضاف عامي روحكس دومبا، في مقاله بمجلة يسرائيل ديفينس، أن "الجيش الإسرائيلي يستعد بشكل روتيني لمدة عشرين عاما على الأقل لسيناريو الحرب مع إيران، لكن موعدا محددا لمثل هذه الحرب من المرجح ألا يكون وشيكا، ويبدو أن الشائعات في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مهاجمة إيران مرتبطة بالحملات الانتخابية الأمريكية، ونظيرتها في إسرائيل".

وأوضح أنه "يُنظر للحرب مع إيران من قبل بنيامين نتنياهو على أنها خطوة قوية ستجلب الناخبين لصناديق الاقتراع، وإذا صح هذا التعبير، فهو بصدد إحباط البرنامج النووي الإيراني، لكن الأمر يعتمد على من يسأل، لأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الأجزاء المهمة من البرنامج النووي الإيراني مدفونة في أعماق الأرض، ويتطلب إحباط مثل هذا البرنامج استهدافه من الجو فقط، من دون أسلحة نووية تكتيكية، بقنابل مناسبة".

وأكد أن "هذه الأسلحة الفتاكة متوفرة لدى الولايات المتحدة لا لدى إسرائيل، كما أنها بحاجة لطائرات مناسبة لحمل مثل هذه القنابل، وحتى لو كانت موفرة لديها، فليس من المؤكد أنها ستكون كافية لاستهداف هذه الأجزاء المهمة، إلا إذا تعاونت الولايات المتحدة مع إسرائيل لمهاجمة إيران من الجو، ولا يزال هناك سيناريو ألا يتأثر البرنامج النووي العسكري الإيراني بهذا، وإلا فإن الهجوم البري واحتلال أجزاء منها غير وارد".

وأشار إلى أن "هناك جانبا آخر حول مهاجمة إسرائيل لإيران، يتمثل في تأكيد هذا الهجوم الأمريكي، ورغم أن ترامب هو الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة، فإن حربا بهذا الحجم ضد إيران تحتاج لموافقة مجلس النواب، وهو لن يقبلها، خاصة عند الاقتراب من شهر يناير، عندما يجري تغيير الطاقم الرئاسي في واشنطن، وفي حال أراد ترامب إعادة انتخابه في 2024، فلن يسامحه الأمريكيون على ذلك، كما لم يسامحوا من ورطهم في حرب العراق، دون العثور على أسلحة نووية هناك".

وأضاف أن "القراءة الإسرائيلية للرد الإيراني المتوقع على أي هجوم ضدها ترجح أن طهران لن تجلس بهدوء، في ظل امتلاكها للقدرات الصاروخية، موجود بعضها في قواعد سرية غير معروفة للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية، فإيران بلد كبير، وربما تعرف أجهزة المخابرات فيهما الكثير عنها، لكن ليس كل شيء، ومن ثم فإن هجوما أمريكيا يرجح أن يشعل هجوما صاروخيا على إسرائيل والقواعد الأمريكية في منطقة الخليج".

وأشار إلى أن "هدف الإيرانيين سيكون التسبب في وقوع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، وإلحاق الضرر بالردع الإسرائيلي، واستخدام حزب الله ضد إسرائيل من خلال الساحتين اللبنانية والسورية، بعبارة أخرى، يمكن الافتراض أن هجوما على إيران سيؤدي لرد بتكوينات مختلفة، وسيؤدي لعدة مئات من القتلى الإسرائيليين؛ جنودا ومستوطنين، واستهداف الجبهة الداخلية".

وختم بالقول إن "هذه المعطيات تؤكد وجود شكوك كبيرة في مدى استعداد إسرائيل للذهاب إلى النهاية في مثل هذه الحرب ضد إيران، ومن المحتمل أن تكون أي شائعة من هذا القبيل مختلطة بالكثير من السياسات الحزبية الداخلية".