16 نقطة مفهومة في غضبة القدس

بقلم: 

هل نحن معا كفلسطينيين وحركيين نوجه الحدث الحالي ككل، كما نوجه المسار بأي اتجاه؟ فإن كنا كذلك أو لم نكن جوابا على السؤال فإننا نحتاج بالضرورة لوحدة ولتوافق وبرنامج ومسار نهايته معروفة لأن به هدف واضح قابل للتحقق، فلا تلعب بنا المشاعر الجيّاشة والتحريضات الحزبية أو من بعض المؤسسات التأليبية، وأهواء ذوي المصالح الذين ينفخون، وفي النهاية ستنفجر النفيخة محدثة صوتا فقط.

 من هنا علينا أن نجيب على السؤال لماذا نحن اليوم نعيش غضبة القدس؟ وكيف نستثمرها وهل هي نهاية الطريق؟ 

1-لأقول كمصطلح في البداية فنحن برأيي يجب أن لا نستخدم مصطلح "الهبة " لأنها بالوعي الشعبي للكلمة تعني أنها قد لا تدوم ومحدودة ولها سوابق تاريخية، أو قد تعطي الإحساس بالوقتية والهامشية، وما نحن هامشيون بل مناضلون للقدس والأقصى وكل فلسطين.

2-ولماذا لا يحبذ بعض الأخوة مصطلح "انتفاضة"؟ الآن في اللحظة الحالية؟ أقول لأن قادة الفعل الميدانيين يهتمون بالفعل لا الاسم أو المصطلح، ويقولون لنا سموها ما شئتم المهم العمل المنجز، هذا أولا ، فلا تهمهم المصطلحات لكنها بالحقيقة تعطي رسالة بالذهن، أضف لذلك فإن هؤلاء الميدانيين  تدفعهم بعض القنوات السياسية والاعلامية لما لا يريدون من أفعال ستخرب أكثر مما تحقق الهدف، وأيضا يصعب استخدام مصطلح انتفاضة كي لا يحدث شعبيا إسقاط نفسي خاطئ لتكرار بعض ممارسات الانتفاضة الأخيرة (2000-2004) خاصة بنهايتها السلبية من بعض الكتائب غير المنضبطة؟

3-ان الديمومة للغضبة ليست مقدرة بوضوح ، في ظل أن ديمومة الحدث أي حدث نضالي ليصبح "انتفاضة" له عدة أركان إذ يجب أن: تتمدد جغرافيا (في القرى والمدن والخرب ...) وزمنيا (في آن واحد..) بل وديمغرافيا (كل المجتمع بأطفاله ونسائه ورجاله...وكل المهن والوظائف والفئات...)  يحتاج وحدة موقف وبرنامج وقرار وطني ما لا يبدو بالأفق، ويحتاج مجتمع كامل مؤهل، ويحتاج خطة شاملة، ويحتاج حراك عربي (شبه منعدم) ودولي.

4-لذا تأتي الغضبة في فلسطين كمثال لتعبر عن نقطتين أنها غضبة لله سبحانه وتعالى لانتهاك حرماته بالقدس والمسجد الأقصى المبارك (بُعد ديني موجه لكل الأمة واستنادا لحديث عائشة عن الرسول متى يغضب...)

5-وثانيا هي غضبة للأرض نتيجة انتهاكها المتواصل عبر المحتلين المستعمرين بالمستوطنات والمستوطنين وبجرائم عصابات المستوطنين ، وكلنا يعلم أن انسحاب "حماس" من هذه الغضبة بمعنى رفض أن يكون لغزة تحت سيطرتهم أي دور يضعفها قطعا، عدا عن رفضها التنسيق كليا مع الحركة (أنظر تصريحات الزهار) يعني حكما أن الغضبة سيكون لها أمد، وبنتائج يجب أن نبلورها منذ الآن، كي لا تكون مثل تهديدات وتصريحات البعض الصاروخية في حروب غزة الثلاثة ضد العدوان الصهيوني التي أعادتنا للوراء ولم يتحقق من تلك الشعارات أو التصريحات شيئا، بل ويتغافل عنها اليوم مطلقوها بالأمس.

6-كلنا نعلم جهرا وبلا مواربة أن برنامج الرئيس والحركة منذ 2005 هو برنامج: نعم للمقاومة الشعبية ولا للعسكرة، بمعنى رفض فوضى السلاح الذي تحبذه كتلة "حماس" -غزة لتخفيف ضغط عناصرها على تخاذلها بغزة-كما أفادوا- وبعض المخرّصين

7- المقاومة الشعبية بأشكالها الشعبية حققت إضاءات هامة ورائعة وانجازات مشهودة مثل إعادة بعض الأراضي مثلا وبتغيير خط السور العنصري، وبقرار محكمة العدل بعدم شرعية السور أو جدار الفصل العنصري ، وبإدامة نَفَس المقاومة  لدى شعبنا بأجياله، كما كان للمقاطعة ولجان الحراسة التي شكلتها حركة فتح ضد اعتداءات المستوطنين دور هام يجب استمراره

8- لكل ذلك هنا هي "غضبة" وقد لا تتحول الى انتفاضة شاملة ذات أركان فنحن نتعامل مع رمال متحركة والسياسة فعل ورد فعل ومعادلات وقوى ومعسكرات وتحالفات هي اليوم دون تفصيل للوضع بالنسبة لنا صفر مكعب.

9-مع ذلك هل أفادتنا الغضبة وطنيا؟ بالطبع نعم، وعليه وما هو المطلوب؟ إن المطلوب هو:أن نحقق أي من أهدافنا أكبُرت أم صغُرت بمعنى أن نبلور أهدافنا منذ الآن كي لا يظن قادة الغضبة الميدانيين من الأبطال أنها ذهبت هباء. فالمطلوب في القدس والأقصى يجب أن يكون واضحا لنا والمطلوب على صعيد المستوطنات أيضا كما المطلوب على صعيد معاقبة المجرمين من أهداف تتوج الغضبة، والغضبات والانتفاضات والمقاومة مستمرة.

10-يجب أن يشعر البطل المقاوم أفرادا وجماعات على الأرض أنهم حققوا شيئا لأن الغضبات والانتفاضات وأشكال المقاومة الأخرى مازالت أمامنا ونحن في صراع طويل جدا لن ينتهي قريبا ابدا

11-هل نهاية #عضبة_القدس أنه ستقام الدولة في حدود 1967 ، سؤال أريد كل قاريء أن يجيب عليه بينه وبين نفسه عنه؟ وعليه يجب أن نفكر معا بروية حيث تكون أهدافنا قصيرة المدى لا تلغي تلك طويلة المدى أبدا بل تسندها .

12- لقد أصبح  الوضع القائم الحالي في فلسطين خاصة في ظل تحالف نتنياهو الثلاثي (الحكومة اليمينية والجيش وغلاة المستوطنين) وضعا قاتما يحد فيه تحالف نتنياهو المتطرف والكاذب الأيديولوجي والمزور من إمكانية التغيير المنشود ، ناهيك عن انعدام أو ضعف أو تزعزع التأثير على هذا التحالف غير المقدس داخليا وعربيا وعالميا، لذا فهذه العصابة يجب أن تزول.

13-المهم أننا سنظل نجاهد ونناضل ونقاوم و لن نستسلم وهذا مبدأ وقيمة عالية ونسلم الراية من جيل إلى آخر

14-المهم أيضا أن هذه الغضبة بقيادتنا ككوادر ميدانيين وبالحركة ومن شبابنا الفلسطيني (لاحظ دون أدنى دعم عربي أو حتى رسمي ميداني فصائلي من الآخرين سوى الشعارات التشدقية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع) توجب علينا أن نعمل للخروج بثمن ونتيجة، تمهيدا لما يليها مع إبقاء اللهب وبركان الغضب كامنا في عقل ونفس وروح الشباب والأجيال ...فهذه فلسطين وليست فلان أو علان من القياديين الذين سيزولون

15-كان الأحنف بن قيس من أحلم العرب لكنه عندما كان يغضب كانت تجرد السيوف له من 100 ألف مقاتل؟ فأين نحن في الأمة العظيمة اليوم من ذلك؟

16- -الله سبحانه وتعالى معنا، والإرادة الصلبة والفكر المستنير والوعي الذي يستطيع أن يبلور في كل مرحلة أهدافه وخططه ورجاله ونساءه وأدواته ونتائجه القابلة للتحقق، دون التنازل مطلقا عن التعبئة الثقافية والفكرية الحضارية والتاريخية التي تحدد حقيقة حقنا الذي لن يزول.