اتصال يثير الذعر بشأن القياديّ الأسير مروان البرغوثي: "أضلاعه وأصابعه كُسرت وبُتر جزء من أذنه"

اتصال يثير الذعر بشأن القياديّ الأسير مروان البرغوثي: "أضلاعه وأصابعه كُسرت وبُتر جزء من أذنه"

زمن برس، فلسطين:  ذكرت هيئة الأسرى والمحرّرين، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أنّ "اتصالا هاتفيا من رقم إسرائيليّ، أثار حالة من الرعب لدى أسرة القائد مروان البرغوثي، والشعب الفلسطيني بأسره"، إذ أشار الاتصال إلى أنه تعرّض لتعذيب وحشيّ خلال "جولات متكرّرة من التعذيب والتنكيل".

وقالت الهيئة في بيان، إن "عائلة الأسير القائد مروان البرغوثي، استقبلت صباح اليوم الجمعة، اتصالًا هاتفيًا من رقم إسرائيلي، ادّعى المتصل أنه أسير محرَّر أُفرج عنه فجر اليوم من سجون الاحتلال، وأن حالة أبو القسام (الأسير مروان البرغوثي) صعبة وخطيرة جدًا".

وأضافت الهيئة "أنه وبعد المتابعة والتواصل، تبيّن أن المعلومات التي نُقلت للعائلة تتحدث عن اعتداء وحشي، تعرّض له أبو القسام على يد السجّانين، حيث ادّعى المتصل أن جزءًا من أذنه قد قُطع، وتعرّضت أضلاعه وأصابع يده وأسنانُه للكسر، وذلك خلال جولات متكررة من التعذيب والتنكيل".

وأشارت الهيئة إلى أن هذا الاتصال "شكّل حالة من الذعر لدى أسرة أبو القسام، ولدى الشعب الفلسطيني بأكمله، وقد جرت محاولة الاتصال بالرقم ذاته من دون جدوى".

وأكدت الهيئة أن "هناك حالات سابقة تم تسجيلها تتضمن تهديدًا وتخويفًا ومضايقات لعائلات الأسرى، مشدّدة على استمرار عملها المشترك والمكثف مع القيادة الفلسطينية والأصدقاء والمتضامنين الدوليين، للوقوف على حقيقة حالة أبو القسام، مع تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا يتعرض له الأسرى داخل السجون".

نادي الأسير يحذّر من "مخطّط خطير" يستهدف حياة الأسير مروان البرغوثي

وحذّر نادي الأسير، الجمعة، من "مخطّط خطير"، قال إنه يستهدف اغتيال القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، داخل السجون الإسرائيلية.

وقال مدير عام النادي، أمجد النجار، في بيان، إن "تصعيد الاعتداءات على القائد مروان البرغوثي بالتزامن مع تحركات وشخصيات دولية تطالب بالإفراج الفوري عنه، يعكس توجّهات خطيرة لدى حكومة الاحتلال للتخلّص منه وهو رهن الاعتقال، في جريمة مركّبة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".

وطالب النجار وهو ناطق باسم نادي الأسير أيضا، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ودول العالم الحرّ، بـ"التدخّل العاجل"، و"إيفاد لجنة أممية لزيارة القائد البرغوثي، والاطّلاع على وضعه داخل العزل، والضغط الفعلي للإفراج عنه وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان".

وأضاف أن "حياة القائد مروان باتت في خطر حقيقي، في ظلّ السياسات الانتقامية التي تمارسها حكومة الاحتلال بحقه وبحق الأسرى الفلسطينيين عموما"، محمّلا إسرائيل المسؤولية الكاملة "عن أي مكروه قد يتعرّض له".

نجل الأسير البرغوثي: لم نتمكّن حتّى اللحظة من الوصول مرّة أُخرى لـ"الأسير المُحرَّر" الذي أبلغنا بوضع والدي

بدوره، قال قسّام البرغوثي، نجل القيادي الأسير في منشور عبر "فيسبوك": "لا زلنا نحاول الوصول مرة أخرى للأسير المحرَّر الذي تواصل معي صباحا، وحتى اللحظة لم نتمكن من ذلك".

وأضاف: "تواصلنا مع جميع الجهات الرسمية والقانونية الممكنة، لمساعدتنا في الوصول إلى أي معلومة، وحتى اللحظة لم نتمكن من ذلك أيضا.., أعتذر بتسببي بقلق الكثير من الأعزاء بسبب الانفعال بعد المكالمة التي وصلتنيز... أتمنى أن يكون والدي وكل الأسرى بخير، وهذا كل ما يهمنا".

يأتي ذلك فيما أظهر تقرير جديد صادر عن هيئة الدفاع العام في إسرائيل، أمس الخميس، تدهورًا غير مسبوق في ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسط شهادات واسعة عن "جوع حاد" وفقدان كبير للوزن، وظروف احتجاز وُصفت بأنها "لا تصلح للمعيشة".

اقرأ/ي أيضًا | زوجة القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي تناشد ترامب التدخل لدى إسرائيل لإطلاق سراحه

وبحسب التقرير، الذي استند إلى سلسلة زيارات أجراها مندوبو الهيئة الإسرائيلية لعدة سجون خلال عامي 2023 و2024، فقد اعتمدت مصلحة السجون الإسرائيلية قائمة طعام منفصلة و"فقيرة للغاية" لهؤلاء الأسرى بعد اندلاع الحرب، ما أدى إلى "هزال شديد، وضعف جسدي واضح، وحالات إغماء متكررة".

كما أكّد التقرير أن الاكتظاظ تفاقم بفعل الارتفاع الحاد في عدد المعتقلين، إذ يُحتجز 90% منهم في مساحة تقلّ عن ثلاثة أمتار مربعة للأسير الواحد، بينما نام آلاف الأسرى دون أي سرير.

الرئاسة الفلسطينية: "إجراءات انتقامية خطيرة"

من جانبها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من "خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة ووحشية، تمسّ كرامتهم الإنسانية، وتهدّد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية كافة، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الأربعة".

وأدانت الرئاسة الفلسطينية "بشكل خاصّ، ما يتعرض له القائد الأسير مروان البرغوثي... من اعتداءات متواصلة، وإجراءات انتقامية خطيرة، محمّلة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته، وسلامة جميع الأسرى في سجون الاحتلال".

وأكدت أن "استمرار هذه الانتهاكات بحقّ الأسرى، يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة في التنكيل بالأسرى الفلسطينيين، في محاولة لكسر إرادتهم ومعاقبتهم جماعيا".

وطالبت "المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرّك الفوري والعاجل، لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات فورا، وضمان الحماية الدولية للأسرى".

وقبل شهرين، حثّ عرب البرغوثي، نجل القيادي والأسير مروان البرغوثي، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على "اغتنام الفرصة" التي وفّرها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على إسرائيل للإفراج عن والده.

وقبل ذلك بأيام، ناشدت زوجة الأسير، المعتقل في إسرائيل منذ العام 2002، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التدخل لإطلاق سراحه.

وحكمت محكمة إسرائيلية على الأسير البرغوثي في حزيران/ يونيو 2004 بالسجن المؤبد، خمس مرات.

وأُصيب الأسير والقيادي الفلسطيني، مروان البرغوثي، بكسور في أضلاعه، جرّاء تعرضه لاعتداء بالضرب في سجون إسرائيل، منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، وفق ما أفاد مكتب إعلام الأسرى، وتقارير، في الخامس عشر من الشهر الجاري، فيما تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرّف إيتمار بن غفير، بأن ظروف اعتقاله، قد "تغيرت جذريًا، خلال فترة ولايته".

وفي آب/ أغسطس الماضي، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرّف إيتمار بن غفير زنزانة الأسير البرغوثي، وهدده بالقول "من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا"، وفق مقطع فيديو نُشر حينها.

ويُعدّ البرغوثي من أبرز الشخصيات التي تحظى بشعبية واسعة في فلسطين، ويقضي خمسة أحكام بالمؤبد في السجون الإسرائيلية، منذ 2002، بتهم تتعلق بـ"انتفاضة الأقصى"، التي اندلعت عام 2000.