سياسة الجمهوريين لن تتغير بوجود ترامب او غيره .

بقلم: 

يبدو ان فوز المرشح الجمهوري الملياردير البالغ من العمر 69 دونالد ترامب  ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الاميركية خلفا للديمقراطي باراك اوباما . سينعكس بآثار عميقة وخطيرة على العالم العربي وأوروبا . سيبعث فوزه بموجات من الصدمة الى جميع انحاء العالم ومن شأنها ان تشكل مصدر قلق وتعزز شعور حلفاء الولايات المتحدة بعدم الاستقرار .
ان سياسة الجمهوريين كما عهدناها تتبع منهج تأجيج الحروب في العالم لان وجود الحروب سيزيد من الرأسمال الامريكي وبالذات ان اميركا هي المصدر للأسلحة فعند بيع الاسلحة سيدر المال لأميركا ، وهذا ما حصل في رئاسة الجمهوري جورج بوش الاب والذي حدث في زمنه الحرب التي طالت بين ايران والعراق وأيضا في زمن الجمهوري  جورج بوش الابن الذي اجتاح العراق وفي زمن الجمهوريين حدثت ايضا حرب افغانستان .
وهذا ما يبدع به الجمهوريين بإثارة الحروب لزيادة العائد الرأسمالي لأميركا والذي سيوفر لهم المال لسد العجز في الصحة والتعليم والنواحي الاخرى . فترامب قبل ان يكون رئيسا فهو اقتصادي ورجل اعمال والاقتصاديين لا يهمهم منفعة الآخرين بقدر منفعتهم الشخصية فهدف ترامب زيادة الرأسمال  لمصلحة اميركا وبقائها دولة عظمى . فهو سيستغل العالم لمصلحته وسوف يذبح من يعاديه والذي لا يستفيد منه . حيث قال ترامب " ان السعودية بقرة حلوب وعندما يتوقف حليبها سوف نذبحها " .
فسوف يؤثر وجوده على اقتصاد العالم حيث سيعاني من كساد اقتصادي عالمي . وصعود اليمين المتطرف وكارثة بيئية نتيجة دعمه للحروب . وبوجوده سيكون هناك انقسام مسيحي ويهودي ومسلم وهذا سيزيد التطرف . دونالد ترامب كان يدير مراكز المصارعة فعقليته تميل الى العنف والضرب وعنصريته ضد الاسلام  وهذا ما يحتاجه اللوبي الصهيوني لإثارة الحروب في العالم .
لذلك سوف يستكمل تقسيم المقسم بحروب دموية طويلة الامد بحجة وجود الارهاب . وبث بذور الفرقة والتفرقة حتى تبقي الادارة الاميركية هي المهيمنة في العالم . وسينتقل ذلك التقسيم من الشرق الاوسط الى العالم الافريقي وسيبتدئ بالمغرب العربي .
ام بالنسبة للقضية الفلسطينية ان سياسة ترامب واضحة فهو يدعم الاسرائيليين وسيحافظ على امنهم . ولا يقر بإقامة دولتين على ارض فلسطين . فالفلسطينيين عليهم حل  مشاكلهم بأنفسهم بإيجاد برامج جديدة توصلهم لبر الامان .
اما بالنسبة لأوروبا فهي قلقة ازاء هذا النجاح فالألمان متخوفون نتيجة الاتفاقيات الدولية النووية بينها وبين اميركا . والإيرانيون متخوفون نتيجة الاتفاق النووي بينها وبين اميركا  ، والسعودية قلقة لأنها دعمت بأموالها كلنتون . اما اليمن يأمل بوقف الحرب عليها . وأفغانستان سئمت وجود الامريكان في بلادها .
اما بالنسبة لروسيا قد تحدث حرب عالمية ثالثة اذا لم يتفقوا . ولكن اذا قسمت كعكة الشرق الاوسط بينهما سوف يقلل من حدوث الحرب بينهما وقد يكون بينهما تبادل وظيفي في المنطقة على حساب الشعوب العربية والتي ستظل تعاني من ويلات الحروب .
فاختيار الشعب الاميركي لترامب يظهر الوجه الحقيقي والعنصري لهذا الشعب ويظهر الوجه البشع للنظام الرأسمالي الذي لا يهمه سوى السيطرة والهيمنة وهذا هدف ترامب ومصلحته بأميركا بان تبقى اعظم دولة .