انتخابات جامعة بير زيت.. من بقايا الديمقراطية

أتذكر شخصياً سنوات الدراسة في جامعة النجاح ما بين سنوات 98 وحتى الثانية بعد الالفين، وقد كانت الكتلة الاسلامية المسيطرة على انتخابات مجلس الطلبة، ومن ثم مرت معي خلال سنوات بيرزيت في الماجستير، وما بعدها في القاهرة، وبعد ذلك في انتخابات 2006 على مستوى المجلس التشريعي وقبلها الرئاسية سنة 2005، كلها سنوات قضيناها في اجراء الانتخابات على مستويات مختلفة، واليوم جرت انتخابات طلابية لطلاب مدارس الاشخاص ذوي الاعاقة.

كل ذلك يؤشر بوضوح على رغبة الناس في الحق في الانتخابات وان يستطيع التعبير عن نفسه بحرية، وقد عشت انتخابات ديمقراطية ذات مضامين موضوعية، دون تزوير او اخضاع او سلب مواقف او اصوات او سلب حقوق.

هي الانتخابات ان يتم فيها الاختيار من قبل الفئة التي يحق لها التصويت بحرية لقيادة منتخبة تستطيع ملاقات هموم ومشاكل الناس، الناس اليوم في احوج ظروفها وايامها لانتخابات حرة نزيهة.

وعلى الرغم من مآسي الاحتلال وجراح الانقسام الا انني شخصيا اؤمن ان الانتخابات هي الحل ويمكن لاي شخص يرغب بالتقدم لها ان يقدم للناس ما يثقون به، ويقدرونه على انه برنامج انتخابي قادر على التعامل مع قضاياهم بموضوعية، ويمكن من خلالها عبور سنوات ولاية الشخص المرشح بامان نحو مستقل ساطع.

لم يعد لحكم الدكتاتوريات والعصور الظلامية اية وجود، وقد اقتلعت السجون السياسية واصبح الاعلام الحر النابع الى الناس من المواطن نفسه هو اقرب طرق الانتخابات والتعبير وبل تفوق على القانون والدستور نفسه.

هي تلك القواعد التي تحكم سلوك المجتمع وهي اعلى من اية قواعد وحتى القواعد الدستورية، فحرية التعبير في الدستور تحاكي حرية التعبير التقليدية، ولكن حرية التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي اعلى سقفا من حرية التعبير التقليدية في القانون والدستور مثلا.

وتربية الابن لم تعد مقتصرة على الاب او العائلة وحدها بل اصبح للمؤثرات فيها التاثير الاكبر وبالتالي زادت الفجوة بين الابناء والاباء ولم يدرك الاباء لحجم ذلك الا وقد انتهى كل شيء، وهي كذلك علاقة المسؤول والقائد التقليدي مع الشعب، فهو في واد والناس في واد.

سنبقى على طريق الانتخابات كسبيل أوحد لنيل الحقوق وادارة الدولة، ومن لم يستطع بالانتخابات فليذهب الى طريقه بعيدا عنا نحن.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.