ميلاد رضيع شهيدة

بعد ان خطى عقرب الساعة الصغير خطوتين عن منتصف الليل، كانت الرياح تمد كفها وتحرك كل ساكن فوق الارض، تلطم ورقات الشجر لتصدر حفيفها، وتعبر من فراغات النوافذ "تزمر،و تهمر" في البيوت، تدفع ساكنيها لدخول عناق شديد مع ما يلفهم من اغطية.

لحظة... ثمة اندفاعات جديد، هل هي دفعة اخرى متحمسة من الهواء؟
- لا ...جنود وآليات احتلال تقتحم البلدة !

وقتها كان يحيى رضيع الشهيدة مهدية حماد، يغفو على حلمٍ ما، ينتظر عودة امه ليسرق منها حنان حضن دافئ بعد انقضاء يوم اكتمل فيه عامه الاول، إلا ان الحلم لم يكمتل... بضع ثوانٍ كانت كفيلة لتفضَّ مضجعه فزعا، وبنادق الجنود تصوب تجاهه كأنه صبارة في حلوقهم، وبالتزامن مع ذلك كانت "المرابط البلاستيكية" تخنق شرايين يد اخيه زكريا تحضيرا لإعتقاله...بذنب من لا ذنب له، وما ذنب عائلة حرمت حنان امهم وغنائها لآخر العنقود "سنة حلوة، سنة حلوة يا يحيى " برصاص الخطأ، لا بل رصاص الجبن والفاشية الصهيوينة... الذنب انك "مظلوم فقط"!

الرياح استأذنت الارض وتحذيرات الراصديين الجويين تؤكد ذلك، لكن عبور المحتل كان خلسة، فاعتاد ذلك منذ ان وطأت أقدام اول صهيوني أرض فلسطين.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.