ماذا يعني أن تكون "آدمن" لمجموعة مغلقة؟

خالد سليم

قبل يومين، تحولت إلى "آدمن" إحدى المجموعات المغلقة.

وأن تكون "آدمن"، وفي مكان مغلق، يعني أن تكون رجل مخابرات مرة، تهمس برسائل خاصة للبعض، تقرعهم على ما ينشرون، وأن تكون شرطيًّا مرة أخرى بعصا غليظة، تضرب بالطرد والحظر على أنف من تريد.

في زمن مضى، كنت "آدمن" موقع "شات"، في عز ازدهار الشات.

كانت أيامها أسماء "زهرة النرجس"، و"فتى الصحراء"، و"فراشة الوادي"، و"ذئب الليل"، وغيرها، منتشرة، وتحيل، للبلاهة، إلى صور نمطية تحاول إسقاط الأوصاف على أصحابها.

كان اسم "الآدمن" بلون مختلف، وبخط سميك، وكان ذا مهابة.

وكان بسلطة مطلقة، يطرد للاشتباه فقط، ولا يحق للمطرود أن يناقشه، لأنه أصلاً يكون قد تلاشى في الفضاء.

قد أدعي أنني كنت لطيفًا أيامها، وهذا ادعاء مثير للسخرية ولن يصدقه أحد.

لذا، سأقول إنني كنت أغفر لـ"زهرة النرجس" كل نرجسيتها، وكنت أترك "فراشة الوادي" تحلق في كل الغرف.

أما فتى الصحراء، فكنت أحقق أمنيته بالتيه الأبدي في القفار، ورفقته ذئب الليل، يعوي ليؤنس وحشته. وهذا ادعاء أقرب للمنطق.

اليوم، وأنا "آدمن" مرة أخرى، سأكون لطيفًا، كما أدعي، وأشطب كل أعضاء المجموعة، لأريحهم من عناء رؤية الصور البلهاء التي أنشرها، وسأنشرها لي وحدي.

أيها "الآدمنون" في حياتنا: "السلطة المطلقة، مفسدة مطلقة".

في داخل كل منا ديكتاتور يبحث عن فرصة، فلنلتمس للديكتاتوريين عذرًا، فقد نكون مكانهم.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.