وصية شهيد.. حروفها كنز وصائغها أنس

صورة الشهيد

كان قلبه ممسكا بعروة الصبر، وعياناه تبوح بالشوق، شفتاه ترتعشان ترقب الكلمات لتخرج بسلاسة وآنى لها ذلك، هكذا بدت ملامح بسام حمّاد والد الشهيد أنس حمّاد (21 عاما) منفذ عملية الدهس البطولية يوم الجمعة الماضي عند مدخل بلدة سلواد شرقي رام الله، والتي اسفرت عن اصابة جنديين اسرائيليين، فقد كان والد الشهيد يحضر انفاسه ونفسه لقراءة وصية وصفها " بالمتواضعة " متبعا ذلك قوله " والله ان في طياتها لكنز ".

انتظر برهة من الوقت قبل ان يشرع في قراءة " ما خطه قلم أنس المتواضع ذو الكلمات المتواضعة على ورقة متواضعة أيضا حملت كنز الوصية "، كما وصف ذلك والده، افتتحتْ بآيةٍ صَدَقَ أنسٌ بها عهده مع الله، فقضى نحبه دفاعا عن شرف المقدسات وحرائر القدس وفلسطين.

ثم عرج إلى جرحٍ سكن صدره، نزف بين يديه فلم يجد علاجا له سوى ركوب صهوة سيارته وصب جل قواه وغضبه على جمع من الجنود كانوا يفعلون الافعيل وينكلون أي تنكل وتنكيل بأهالي بلدة سلواد بأطفالها وشيوخها وشبابها، اطلق العنان لدعسة البنزين ودهس اثنين من الجنود ليمطره ما تبقى منهم برصاص اخترق كل زاوية من زوايا السيارة ويصاب على إثرها  جسد أنس الطاهر، فيرتقي شهيدا فوق ثرى بلدته سلواد، عريسا كما وصفته والدته.

نفذ صبر انس مما يمطره المحتل بممارساته العدوانية فوق كل شبر من أرض فلسطين، فقال بحروف وصيته الثمينة "  لم يحتمل قلبي أن أرى أخت المرجلة تستشهد وتقتل على حواجز الاحتلال، لم احتمل أن أرى قوافل الشهداء، فأردت يا والدي أن اقدم روحي شهيدا في سبيل الله، ثأراً لتدنيس المسجد الاقصى، وثأراً لأخت المرجلة، وثأراً لشعب فلسطين، سامحني يا والدي الغالي سامحيني يا امي الحنونة".

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.