لا تكذبوا على الأطفال.. يحتاجون الأكثر لانتفاضتهم!ا

صورة توضيحية

عندما يقوم صحفي بسؤال مجموعة من الأطفال: "هل تقبلوا بالعيش مع اليهود في فلسطين؟"، يكون لزاما على العُقّال أن يتدخلوا!

مصيبة بأن لا يفرّق صحفياً بين اليهودي والإسرائيلي والصهيوني. ومصيبة أكبر أن يتتلمذ أطفالنا على نفس النهّج.

أضم صوتي، لصوت كثيرين، قالوا في اليومين الماضيين أن على الأهالي أن يتدّخلوا في أمر أبناءهم أكثر، وأن يحاولوا منعهم من المشاركة في الهبة الشعبية أو الانتفاضة، أي كان مسمّاها. أو أن يكون وقوداً لها.

ليس خوفاً أو جزَعاً من الاحتلال، بل خوفاً على أطفالنا أنفسهم. أن يكونوا قد اختاروا شيئا، ليس بإرادتهم، وإنما لأن الناس والإعلام قالوا لهم اختاروه.

لا يخلو بيت فلسطيني من شهيد، أو أسير، أو جريح، لذا فإن "المزايدات" في هذا الإطار مرفوضة.

التفكير في مستقبل الطفل، تعليمه، وتثقيفه، أهم بكثير من الاستمتاع بمشهد تضحيته بنفسه لأجل أن نمجّد نحن بعدها بطولته، ونكتب "أطفال فلسطين مصنع الرجولة".

علّموا أبناءكم أن فلسطين أولها رأس الناقورة وآخرها أم الرشراش، وعلّموهم أيضاً أنها تحتاج مليون تضحية. وعلمّوهم أن وعد بلفور كان جزء من المؤامرة وليس المؤامرة كلها. وبعدها راقبوهم، وتابعوا قرارهم الذي سيأتي بعد نُضْجٍ وتفكير. ربما يُنتِج حينها عملاً يخّلف وراءه بطولة أكبر.

أطفالنا، أحباؤنا، لا تستمعوا كثيراً لأنصاف الإعلاميين، ولا أنصاف القادة. ولا تكتفوا ببيت من الشعر لوصف حجم تضحيات أصدقائكم، أو صورة بتصميم "جميل" لكي تكون حافزاً لكم. الموضوع أكبر.

الموضوع أكبر والوطن يحتاجكم أقوياء، وعندما تقرّروا بعدها أن تضحّوا بأنفسكم، على الأقل أن تكونوا "واقفين"، وتحملوا رسالة أعوام من الصراع، وأن تكونوا قد تسببّتم حقاً بـ "وجع رأس" كبير للاحتلال. ولا نستثني من هذه الحالة أحدا.ً

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.