ما يخشى الفلسطينيون قوله حول مباراة السعودية!

مالك أبو عريش

شيئاً فشيئاً، يقترب مشهد النهاية من قضية مباراة فلسطين والسعودية، التي قررها الفيفا رسمياً وأكد عليها في رام الله، حيث ضمن الفلسطينيون بنسبة كبيرة ثلاث نقاط هامة.

وبعيداً عن تفاصيل الأزمة، واللقاءات والتراشقات الإعلامية، فإن النهاية على المعطيات الحالية هي النهاية السعيدة بالنسبة للفلسطيني، الذي ظل متمسكاً بملعبه البيتي، ورفض الانجرار وراء إرادات سياسية خارجية، كانت ستحرم الفدائي من اللعب على أرضه لسنوات طويلة، لو خضع للضغوطات السعودية.

وفي اللحظات الحاسمة، أتابع بقلق ما سيحدث حتى الخامس من نوفمبر موعد المباراة النهائي، وأقول أن أي خيار آخر غير الخيارالمطروح حالياً – وهو انسحاب السعودية –سيؤثر سلباً على فلسطين، ومن ضمنها أن يلعب السعوديون هنا!

أفكر: ماذا لو حضر السعوديون إلى الأرض الفلسطينية، في الموعد الأصلي، الثالث عشر من أكتوبر الماضي، أو في الوقت الحالي؟، كان سيلعب المباراة في ظل أوضاع أمنية صعبة نتيجة للظروف السياسية التي اندلعت منذ أوائل أكتوبر، ودون إهمال صعوبة وصول الجماهير الرياضية إلى أرض الملعب نتيجة الحواجز والإغلاقات الإسرائيلية، أتخيل سيناريو أتمنى أن لا نشهده مع السعودية ولا مع غيرها من الفرق التي تزورنا في فلسطين.

أتخيل مشهد المباراة وقد توقفت بسبب الغاز المسيل للدموع، الذي أُطلق في مناطق الاشتباكات بالقرب من ستاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام، ووصل إلى لاعبي الفريقين في أرضية الملعب– وقد حصلت مرةً في لقاء محلي قبل عامين - ماذا سيكون موقفنا كفلسطينيين في تلك اللحظة!، أما في احتمالاتٍ أسوأ ماذا لو تعرض لاعبي المنتخب السعودي إلى اعتداءٍ اسرائيلي، هل سنستطيع أن نحميه؟، وهل استطعنا أن نحمي أن أنفسنا قبل ذلك؟.

سيقول قائل، لعب الإماراتيون هنا بلا أي مشاكل، سأقول صحيح، ولكن المنتخب الإماراتي لعب في أوائل سبتمبر، عندما كانت الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية آمنة، ولم يكن وقتها أية مشاكل سياسية، لتؤثر على وضعية المباراة، فخرجنا بصورة جيدة.

لذلك سأقول: من حسن حظنا، وعلينا أن نعترف، أننا سنكون في ورطةٍ لو أتى السعوديون إلى هنا، ومن حسن حظنا أيضاً، أن الأزمة ستنتهي خلال ثلاثة أيام.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.