دمعةٌ معلقة ووجه ٌمعتقل!

صورة توضيحية

كانت نظراته تتنقل في وجوهنا، تتفحصها تبحث فيها عن وجهٍ ما، وجهٌ يُرتَّسم في مخيلته بعدما غُييب، وجه كان من المفترض أن يستقبلنا ويجلس إلى جوار أحد منا، ويشتد احمرار وجنتيه حين يبدأ بالكلام، إلى ان مرّ الوقت مع قليل من السرد وما زالت عينا أبا عمار والد المعتقل أحمد حامد تتفحص وجوهنا لترى أحمد.

هناك جفّت الكلمات في عروق افواهنا فنظرة واحدة في مقلتا والد المعتقل أحمد حامد كفيلة بأن تلصق السكون فوق شفاهك وتدعك تطيل التأمل والتألم، فصورة أحمد التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التفاز حين تكالب غدر المستعربين عليه بالضرب ثم زرع رصاصة في الفخذ إلى أن تم اعتقاله مصابا خلال المسيرة الطلابية التي نظمها مجلس طلبة جامعة بيرزيت عند مدخل البيرة الشمالي، لا تنفك عن شريط الذكريات لوالده فما كان من فعل يفعله سوى أن يردد في خلجات نفسه "الله يهونها عليك يا ابني يا حبيبي"...استمر في تفحص وجوهنا عله يجد في أحد منا وجه أحمد لكنه لم يجد سوى بضع كلمات تشد من رباطة جأشه.

ابتعدتُ كثيرا عن نهر ذرف الكلام، وجهت كل ما أملك من تركيز إلى عيني أبا زميلنا في جامعة بيرزيت وابن بلدتنا سلواد، ذاك الطالب المجتهد المؤدب في دائرة الهندسة الكهربائية في سنته الرابعة، فوحدها عينا والده تقص وتروي الحكايا، تلك القطرات من الدمع في عينيه توحى بنقص وألم، نقص ولّدته يد الاحتلال الغادرة فسلبت احمد من مجلسنا، وألم تفاقم حين يمر شريط الذكريات في افق خياله فيعتصر قلبه ألما.

ذهبنا نحن وما زال أحمد في المعتقل وحرقة ابيه على اشدها تتوقد والدمعة معلقة لم تبرح مكانها.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.