أسوأ خمسة أفلام كوميدية في الـ 10 سنوات الأخيرة

صورة توضيحية

سينما الكوميديا هي أكثر الأنواع السينمائية في مصر انتشارا و شعبية، فهي تتمتع بتاريخ عريض يبدأ من السينما الصامتة حتى سينما أحمد مكي مرورا بطابور طويل من النجوم الذين لمعت أسماؤهم في سماء الكوميديا

منذ نشأة السينما المصرية وعرض أول فيلم سينمائي بالإسكندرية في نهاية القرن التاسع عشر، ينظر النقاد إلي الفيلم الكوميدي نظرة دونية تحمل قدر كبير من التجاهل والقسوة باعتباره فيلم يعني بشباك التذاكر فقط وإضحاك الجمهور علي عكس الفيلم السياسي أو الاجتماعي الذي يعني في المقام الأول بالرسالة المقدمة والموضوع والمعالجة والبنية الفنية الجيدة والذي عادة ما يأتي في صورة مشبعة بجماليات بصرية وسردية تجعله يحتل دائما الصدارة

الدليل علي ذلك، قوائم التصنيف التي تعد من أهم المراجع الموروثة والتي يرجع إليها المختص، حيث لم تتضمن قائمة أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية سوي علي خمسة أفلام كوميدية فقط، جاء هذا علي الرغم من محاولات المخرج العظيم فطين عبد الوهاب من تغيير هذه النظرة الظالمة وحُكم النقاد علي الأفلام من منظور فكري بحت دون مراعاة للشق الإنساني والسينمائي للفيلم مستخدمين منهج النقد الأيديولوجي بتقديمه أفلام كوميدية قيمة لتضاف إلي أفلام البديع نجيب الريحاني، وعلي مدار تاريخ السينما المصرية، ترنحت الأفلام الكوميدية مابين السطحية والابتذال وتقديم عدد كبير من الأفلام الهشة الخالية من أي بعد والوقوع في فخ الاستخفاف بعقلية المتفرج تارة، مابين الرقي و تقديم عدد ضئيل من التجارب السينمائية الكوميدية الحقيقية تارة أخري

بعيدا عن الأفلام الكوميدية الاستعراضية، ومن وجهة نظري التي قد يتفق أو يختلف معي فيها الكثيرون، أرصد قائمة أسوأ خمسة أفلام كوميدية مصرية تم عرضها من عام 2005 إلي عام 2015 :

1- الفرقة 16 إجرام

إنتاج عام 2006 ، يتناول الفيلم قصة فتاة ارستقراطية غير مسئولة تعشق المغامرات يموت والدها الثري ثم يستولي مدير أعماله علي ثروته ويهرب

الفرقة 16 إجرام عندما يتوهم صناع العمل السينمائي أنهم يقدمون فنا سينمائيا قيما، وتستعد أنت لمشاهدة هذا المُنتج وتكتشف انك أمام فيلم لا يمت للإبداع والفن بصلة فهو في قمة التفاهة والرداءة، بما أن الفيلم مُصنف ضمن الأفلام الكوميدية، لماذا لم نضحك في هذا الفيلم ؟ للإجابة علي هذا السؤال دعونا نتحدث قليلا عن سيناريو الفيلم الذي جاء في شكل سطحي ومٌستهلك وغير منطقي بالمرة كذلك الحوار الارتجالي المتفق عليه قبل التصوير مباشرة فبدلا من أن تضحك عند سماعه، تصاب للأسف بالصدمة الشديدة والملل، شهدت تجربة " الفرقة 16 إجرام " توليفة جمعت بين ممثلين جدد وآخرين قدامي كانت علي مستوي كبير من التردي والتشوه، الفيلم من إخراج حامد سعيد وتأليف نافع عبد الهادي وبطولة أميرة فتحي وريكو وصلاح عبد الله ودنيا عبد العزيز

2- الدرملي فقري تملي

انتاج عام 2007 ، يتحدث الفيلم عن قصة الشاب "درملي" الذي يجاهد من أجله تعديل وتحسين وضعه الاجتماعي لاسيما بعد زواجه ، تواجهه العديد من المعوقات وسرعان ما يستسلم لها بحجه انه غير محظوظ، هو فيلم متواضع المستوي يحمل خلطة نمطية مبتذلة لم تأتي بأي جديد، جاءت المشاهد كوحدات منفصلة تم ترتيبها بطريقة القص واللصق، لم يهتم السيناريو بكتابة الشخصيات بحرفية فظهرت الشخصيات علي الشاشة وهي تفتقد كل ملامحها وأبعادها هذا بخلاف الحوار الممزوج بالايفيهات السخيفة والارتجال الفقير

فيعد فيلم "الدرملي فقري تملي" نموذجا للفيلم المسلوق الذي اعتمد علي رؤية إخراجية مشوشة، الفيلم من إخراج فكري عبد العزيز وبطولة شريف حمدي وضياء الميرغني ومحمد شومان ، ويذكر أن شريف حمدي بطل العمل شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات مثل  فيلم رامي الاعتصامي ومسلسل عيش أيامك

3- علقة موت

إنتاج عام 2009 ، تدور أحداث الفيلم أثناء استعدادات مصر تنظيم بطولة مصارعة عالمية حرة، ثم تتدخل منظمة إرهابية لتنفيذ عملية خطيرة إلا إن المصارعين بالتعاون مع الشرطة المصرية نجحوا في إحباط العملية والقبض علي الإرهابيين

يأتي هذا الفيلم امتدادا لموجة برامج المصارعة الحرة التي اجتاحت عالمنا العربي ولاقت جماهيرية جارفة عند المصريين بشكل خاص، وما يؤكد ذلك مشهد ازدحام الكبار علي المقاهي لمشاهدة جولات المصارعة المثيرة، وتعلق الأطفال بنجومها، علاوة علي ذلك أن فيديوهات المصارعة علي "اليوتيوب" تحقق نسبة مشاهدة عالية، وتلقي رواجا علي مواقع التواصل الاجتماعي، والذي جعل صناع العمل يطمئنوا ويضمنوا تحقيق نجاح هائل " وفي بطنهم بطيخة صيفي " ان بطل العمل هو ممدوح فرج الذي كان يتمتع وقت عرض الفيلم بشعبية كبيرة في الوسط الرياضي و استعانتهم أيضا بالمصارع الأمريكي الشهير " هوجان " 

"علقة موت"  فيلم كوميدي تجاري بحت روعي فيه أن يكون "شباك التذاكر" هو الرابح الأول بدون الاهتمام بأي قيم أو دلالات فنية وسينمائية، فحتي لو كان الهدف من الفيلم هو زرع المتعة والإثارة في نفس المتفرج ذلك من خلال مشاهد المعارك والخطط الهزلية التي تضمنها والتهريج المفرط، فإحداث المتعة له أسس ومعايير تنافي تماما مع طريقة معالجة الفيلم ،

الفيلم من إخراج ماجد نبيه وتأليف نافع عبد الهادي وبطولة ممدوح فرج والشحات مبروك و طارق عبد الحليم وشمس

4 – تتح

إنتاج عام 2013 ، تدور أحداث الفيلم حول "تتح" الشاب الفقير الذي يقوم بتوزيع الجرائد علي المنازل والمقيم في أحد أحياء منطقة عابدين وعلاقته بابن أخته "هاني" الذي يتعرف من خلاله علي فتاة تدعي "أميرة "  تقلب حياته رأسا علي عقب

يعد "تتح" نموذجا للتفاهة والهبوط الفكري المتعمد،الذي يظهر جليا لاسيما في أداء "محمد سعد " التمثيلي و تصنعه في طريقة الكلام وطريقة المشي وتعبيرات وجهه المكررة ونظرات العين التي تشبه تصرفات رجل " معتوه "، علي الرغم من أن السيناريو مزخم بالإسقاطات السياسية ينتمي الفيلم إلي نوعية أفلام المقاولات التي تفقد جميع مقومات العمل الجيد، أما الموسيقي التصويرية فلم تكن أفضل حالا من باقي عناصر الفيلم وجاء الديكور مفتقرا إلي الخيال ليست به أي لمسات فنية أو جمالية، أري أن الاستسهال في كل خطوات صناعة هذا العمل السينمائي كان سببا لخروجه بهذا الشكل الباهت فهو سقطة لجميع من شاركوا فيه، الفيلم من إنتاج أحمد السبكي وإخراج سامح عبد العزيز وبطولة محمد سعد ودولي شاهين، بحسب موقع "السينما" بلغت إيرادات الفيلم نحو تسعة ونصف مليون جنيه

أشار الناقد طارق الشناوي إلي إن فيلم "حياتي مبهدلة " أحدث أفلام محمد سعد والذي يعرض  حاليا في السينمات بأنه ما هو إلا جزء ثان من فيلم "تتح" ، وان محمد سعد مازال يصر علي تقديم شخصيات محفوظة دون تجديد أو ابتكار

5- خطة جيمي

يتناول الفيلم قصة"جميلة" وهي فتاة متفوقة ، تقع في حب شاب وسيم لا يبادلها نفس المشاعر، لكن تستطيع "جميلة" من صُنع مركب كيميائي أطلقت عليه حجر الحياة وبعد أن شربته حولها إلي فتاة في منتهي الجمال والرقة

لعل من الصحيح القول اننا أمام فيلم " خلطبيطة " تغيب عنه المنطق والحبكة ويحتويه قدر كبير من الاستخفاف والسطحية، فكرة المُركب الكيميائي الفذ الذي يستطيع تحويل الأشخاص وجعلهم أكثر جمالا من يوم وليلة هي فكرة لايصدقها طفل صغير، هنا نشعر بالتناقض وغياب المنطق الغير مبرر، وكأن يعني إذا أردنا تقديم فيلم كوميدي لابد أن نضع المنطق جانبا وان نلغي تفكير الشخصيات المفترض انها عاقلة، الفيلم من إنتاج عام 2014 وإخراج تامر بسيوني وبطولة ساندي ولطفي لبيب .

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.