"هاني خليفة " مخرج يجيد التمثيل في تحت السيطرة

هاني خليفة

"هاني خليفة " مخرج يجيد التمثيل في تحت السيطرة

منذ أن قابلته لأول مرة في مهرجان إبداع 2 بالأقصر حيث كان يترأس لجنة تحكيم مجال السينما المستقلة التي طالما كان يشجع وينادي بإنتاجها، تعمدت أن أحضره وهو يعلق علي الأفلام المشاركة في مسابقة الشارقة الثقافية لشباب الجامعات المصرية، وحديثه عن المشكلات التي تواجه صناعة السينما في مصر وكذلك الأخطاء التقنية الفنية التي يقع فيها شباب المخرجين، استشعرت انه مازال يحمل في جٌعبته الكثير والكثير من الإبداع والسحر الفني ويستحيل أن يكتفي بما قدمه من أعمال وأن تتوقف مسيرته بهذا الشكل

عِرفناه مخرج موهوب ذو رؤية فلسفية وثقافة فنية واعية، من بين أبناء جيله تمتاز تجربته السينمائية التي مازلت تنحصر في عمل واحد بالجرأة الشديدة التي تصل إلي تحطيم كل النماذج السائدة بما فيها من جمود وتقليدية، بدأ حياته المهنية كمساعد مخرج في عدد من الأفلام القيمة مثل فيلم "قشر البندق" وفيلم " سارق الفرح "

تعاونه مع مخرجين كُبار بقدر خيري بشارة وداود عبد السيد في بداية مشواره جعله أكثر تمرداً وتركيزاً في اختياراته السينمائية وأعماله الخاصة التي تحمل توقيعه، ليخلق حالة سينمائية متفردة ومختلفة عن معظم الحالات السينمائية التي سبقته

في تجربة شبابية عصرية من الدرجة الأولي، قام المخرج المتميز ابن محافظة سوهاج " هاني خليفة " بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا مع فيلم " سهر الليالي " 2003 ، ذلك الفيلم الذي حقق نجاحا هائلا علي المستوي التجاري حيث بلغت إيراداته ما يقرب من 10 مليون جنيه وصاحبه جدلاً واسعاً علي الساحة الفنية، حاز الفيلم علي جائزة أفضل فيلم في المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته العاشرة وانضم إلي قائمة أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية

علي الرغم من النجاح الكبير الذي حققه سهر الليالي جماهيريا وفنيا، قرر هاني خليفة الانقطاع عن العمل الفني وهو أمر أثار وقتها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، حيث لم يظهر في أي مناسبات رسمية أو برامج تليفزيونية طيلة فترة غيابه عن الساحة الفنية والتي استمرت 8 سنوات

وفي 2011 عاد من جديد، حيث شارك المخرج عمرو قوره في إخراج المسلسل التليفزيوني " الجامعة " في تجربة شبابية تحمل قدر كبير من الإبداع والحيوية ، شهد العمل الدرامي مشاركة ممثلين من مختلف أقطار الوطن العربي وأغلبهم يقفون أمام الكاميرا لأول مرة مثل أحمد الجندي وأسامة جاويش ونادية خيري من مصر وريهام الكابلي من السعودية

لاقي العمل الدرامي استحسان كبير من قبل الجمهور، اللهم قِلة قليلة اختلفوا مع الأفكار التي تناولها المسلسل والتي تتعلق بشكل مباشر بقضية الإدمان وتعاطي المخدرات والعلاقات المتشابكة بين الطلاب العاطفية والدينية

بانفعالات بسيطة غير متصنعة وأداء رقيق غير مزعج يطل علينا هاني خليفة ليس كمخرج هذه المرة كما اعتدنا عليه إنما كممثل في مسلسل تحت السيطرة محطما القاعدة المعهودة الذي تؤكد علي أن المخرج عادة مالا يجيد التمثيل علي الشاشة، هذه القاعدة التي طُبقت علي أداء الكثير من مخرجي السينما المصرية الذي خاضوا تجربة التمثيل مثل محمد خان وخالد يوسف

جسد هاني خليفة شخصية " شريف " المهندس الذي يمنع زوجته من زيارة ومساعدة بنت خالتها التي تعاني من إدمان المخدرات،ثم نراه بعد ذلك يتراجع عن هذا القرار، في دور يتسم بقدر كبير من البساطة والسلاسة

(انتي عايزة الحق .. انتي فعلا ضِحكتي عليا بس مش في موضوع الخِلفة دا .. فين قوتك والوحش وميت عتريس في بعضه .. بعدين بتعيطي زي العيال كدا ..هنخلف عيال نعمل بيهم ايه ) يقولها شريف وهو مبتسم موجها كلامه لزوجته "مايا" بعدما أبلغها الطبيب بأنها تعاني من مرض يمنعها من القدرة علي الإنجاب، في حضرة الحلقات الأخيرة من العمل الدرامي "تحت السيطرة" وبهذه الكلمات الرومانسية المزخمة بالمشاعر الإنسانية والطيبة والحب والتي تنم بالتأكيد عن ممثل وديع يمتلك كل أدوات التمثيل التلقائية، نجح الممثل "هاني خليفة" أن يترك بصمة ولو كانت بسيطة لدي الجمهور المصري في عمل يكاد يكون هو أفضل ما تم إنتاجه هذا العام علي المستوي الدرامي

وبعد انقطاع دام 12 عاما عن السينما المصرية، قدم " هاني خليفة " ثاني أعماله الإخراجية وهو فيلم " سكر مر" من تأليف محمد عبد المعطي وإنتاج شركة مانز بيكتشرز وبطولة جماعية يشارك بها أحمد الفيشاوي وأيتن عامر وهيثم أحمد زكى وناهد السباعي، تدور أحداث الفيلم حول قصة خمسة رجال وخمس سيدات تربطهم علاقات عاطفية وإنسانية، تشهد هذه العلاقات العديد من التحولات الدرامية الصادمة.                                                                                 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.