أين يوجد متحف النكبة في فلسطين ؟

تراث

تفكر ملياً في الاجابة ،رام الله ،الخليل،نابلس ،أريحا ، او حتى جنين، لكن في الحقيقة وبعد 67 عاما على أهم حدث في التاريخ الفلسطيني لا يوجد متحف، يوثق ما حدث بشكل موضوعي أو مهني تاريخيا انعكاسات النكبة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا على الشعب  الفلسطيني.

بعد 67 عاما على طرد ما يقارب 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، وهدم أكثر من 500 قرية ،لا يوجد  متحف وطني فلسطيني يوثق ما حدث ،كل ما وثق هو من أجل إحياء المناسبة من قبل الاعلاميين  أو المشاريع الخاصة بالجمعيات .

67 عاما خرجت جيلين يعلمون ما حدث ويحفظونه عن ظهر قلب وعايشوا كل لحظاته،ولكن هناك أجيال اخرى لم تعايش النكبة هي فقط ترى الاحتفالات او تقرا عنها بالمناهج  ولكن معلوماتها سطحية عن النكبة ،من يحفظ تاريخ النكبة هم أبناء اللجوء يعطونك  تفاصيلها كما سمعوها من أجدادهم، ولكن ماذا عن الاجيال الاخرى؟؟ اليس لهم الحق في المعرفة!!

في هذه الأعوام الكثيرة ترحل أجيال وترحل معهم  الذكريات والتاريخ  وتوزع مقتنياتهم كأرث عائلي قد يفقد باي لحظة، ومن هنا تاتي الحاجة الى حفظ هذا التاريخ الفلسطيني بكل ما فيه من مقتنيات ووثائق ووصور وحتى مقابلات متلفزة و كذلك الكتب التي توثق أدب النكبة و شهدائها.

الشعوب المنكوبة في العالم والتي عايشت في تاريخيها احداثا جسام، توثق معاناتها وتحفظ كل التفاصيل ، فمثلا متحف ابادة الارمن يوثق كل التفاصيل الكبير ة والصغيرة رغم مرور 1700 عام على الابادة  فانه تم توثيقها بالصور والخرائط والشهادات من الناجيين وحفظها لجميع الاجيال .

وكذلك متحف الهولوكوست ،بغض النظر عن الجدلية المثارة حولها ، الا انه متحف تم إعداده بمعايير عالمية ومزود بتقنيات عالية لعرض الشهادات الحية والوثائق التاريخية حول الهولوكست ،متحف الهولكست ليس وحده في "إسرائيل" بل هناك اكثر من متحف حول العالم متنقل من اجل خلق التعاطف مع المعاناة اليهودية وما تعرضوا له من قتل وتشريد، وكذلك فان زيارة المتحف توضع على اجندة الزيارات الرسمية والتاريخية والتي كان اخرها زيارة البابا فرنسيس.

أما على الصعيد الفلسطيني تنعكس أهمية اقامة مثل هذا المتحف بالحفاظ على الهوية الفلسطينية  و توثيق الحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني بارضه ، وحفظها من التغيرات السياسية والسرقات الاسرائيلية في ظل ما نشاهده من تغير في أسامي القرى العربية .

هذا المتحف ايضا من الممكن أن  يكون له دوراً سياسياً في جلب الاعترافات بالمعاناة الفلسطينية والحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني بتأسيس دولته  بوضع على أجندة الزيارات الرسمية للسلطة والوطنية الفلسطينية وكذلك دوراً إجتماعيا وتربويا  داخل فلسطين من خلال تنظيم زيارات المدارس والجامعات له .

بالنهاية فكرة المتحف هي بمثابة وسيلة مقاومة جديدة للفلسطينين لضمان تواصل الاجيال الجديدة بتاريخها لصيانته وحفظه من السرقة والتدليس.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.