بين "متى"و"كيف"، تذهب قرارات "المركزيّ" أدراج الرياح

بقلم: 
المجلس المركزي

                              
لا شك أنَّ قرارات المجلس المركزي ل" م.ت.ف" منعطفٌ هام في تاريخ شعبنا الفلسطينيّ، ولكن من يملك مفتاح الاجابة على السؤالين الأهم وهما "متى" و "كيفَ" تطبق هذه القرارات هو الرئيس محمود عباس، وبين "متى" و"كيف" ستذهب قرارات المركزيّ أدراج الرياح.
اسقاط التنسيق الأمني، يعني بالضرورة فتح المجال أمام  المقاومة المسلحَّة ضد اسرائيل، وعدم ملاحقة من يقاوم عسكريّاً في أروقة مخابرات السلطة، وهذا ما لن يوافق عليه الرئيس بتاتاً، وبالتالي اسقاط التنسيق الأمني من قائمة "مقدسات" السلطة، هو أمر مستبعد تماماً.
وقف التنسيق الأمني تهديد للخيارات السلميَّة التي تتبناها السلطة، قبل أن يكون تهديد لأمن اسرائيل، "السلطة" ككيان مرحلي هدفه الوصول الى حل نهائي سلمي بناءاً على "حل الدولتين"، بالتالي فشرعية هذه السلطة تنبثق أساساً من" مرحيلتها" و"سلميتها"، هذه المرحلية والسلمية التي أثبتت فشلها طوال ما يزيد عن عشرين عاماً من المفاوضات، فالرهان الاسرائيلي على المفاوضات هو "رهان كسب الوقت" للمزيد من التوسع السرطاني الاستيطاني، وهو ما يعني سقوط الخيار السلمي في خانة الفَشَل، وهو ما تيقَّن به الرئيس الراحل ياسر عرفات، فكانت النتيجة تصفيتُه، أما مرحلية السلطة فهو أمر أسقطته السلطة ذاتُها من حساباتها، ما يعني أن تبقى السلطة تدور في ذات الخانة الوحيدة التي تشرعن وجودها بها، ألا وهي خانة المفاوضات مع اسرائيل.
ابتداءً من التنازلات التي قدمها الرئيس عباس في مشروع قراره الأخير لمجلس الأمن، واصراره على تقديم مشروع قرار هزيل رغم معارضة كافة الأطر السياسية داخل منظمة التحرير، الى خيار التوجه الى محكمة الجنايات الدولية، الى خيار المقاطعة الاقتصادية، كلها خيارات مرحليَّة في نظر السلطة هدفُها اجبار اسرائيل على العودة الى المفاوضات، ثُمَّ لا شيء سوى مزيد من الاستيطان والتهويد والفراغ السياسي، والهدف"شرعنة وجود السلطة الفلسطينية".
أمر مبشِّر جداً أن كافة الأحزاب في الانتخابات الاسرائيليَّة، لم تذكر كلمة"سلام" في وعودها الانتخابيَّة، وأتمنى أن يفوز اليمين الاسرائيلي، اليمين الاسرائيلي الذي يظهر وجهه القبيح دائماً، ويعبر أمام العالم أجمع عن رفضه للسلام، على عكس اليسار الاسرائيليّ الذي طبعه النفاق، و"ادعّاء" الحرص على السلام، ولكنه على الأرض خلاف ذلك تماماً، على الأقل سيجبر صعود اليمين على سدة الحكم السلطة الفلسطينية على اتخاذ خطوات جديَّة ، بعيداً عن حلقة المفاوضات المفرغَة.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.