"الفدائي".. كان بالإمكان أفضل مما كان

تعيش الجماهير الفلسطينية حالة كروية محبطة بعد الأداء المخجل للمنتخب الوطني والخسارة بخمسة أهداف مقابل هدفٍ يتيم أمام المنتخب الأردني الشقيق .

وتعززت هذه الحالة بعد جملة أخطاء الجهاز الفني ولاعبي الفدائي أمام المنتخب الياباني والتي كلفت الفريق أربعة أهداف نظيفة كان بالإمكان تفادي نصفها على الأقل .

يقين الجمهور الفلسطيني بإمكانيات المنتخب الياباني صاحب الشخصية الكروية العالمية، وحامل لقب البطولة بعدد قياسي "4 مرات " ، والأفضل بالقارة في العشر سنوات الأخيرة قلل من وقع الإحباط ، وعزز التفاؤل بالخروج بشيء أمام الجار الأردني .

هذا التفاؤل تحول لإحباط شديد بعد الخسارة القاسية أمام النشامى الذي لا يعيش أفضل حالاته الكروية وقدم مباريات سيئة في الآونة الاخيرة أداء ونتيجة .

طريقة تعامل الجهاز الفني للفدائي مع مباراة الأردن ومباراة اليابان هي من تسببت بعودة الصورة السيئة والسلبية للمنتخب أمام الجماهير المتعطشة لعمل كروي مشرف حتى لو كان في المباريات الودية .

افتقد الفدائي التنظيم والهوية الكروية ، فأمام اليابان كان هناك تكتل دفاعي دون طريقة أو أسلوب دفاع ، وأمام النشامى كان الفريق يهجم دون حسابات دفاعية ، أربعة أهداف على الأقل كانت من هجمات مرتدة ولم تكن من جمل تكتيكية أو هجمات منسقة .

إن اختيار أحمد الحسن لتشكيلة اللاعبين التي سافرت لأستراليا أصاب جمهور الإعلاميين ومتابعي الفدائي بالصدمة ، كونها استبعدت عدداً من اللاعبين الجيدين وضمت عدداً آخر بإمكانيات أقل .

ورغم أن المتتبع لمسيرة الحسن الكروية يرى فيه مدرب محلي ، لا يستطيع قيادة المنتخب في أكبر بطولات القارة الآسيوية، إلا أن الجمهور آمن بقدرة الفدائي على تقديم أداء مشرف كما كان الحال في بطولة التحدي .

المؤلم ليس الخروج من البطولة ولا الخسارة أمام اليابان والأردن ، المؤلم حالة التراجع التي بدأت تظهر على الفدائي بعد الهيكلية الجميلة التي ظهرت في الدورة العربية 2011 كأس التحدي 2014.

الحديث عن ضعف الإمكانيات أمام فرق صاحبة إمكانيات كبيرة هو مجرد عاطفة وتهرب من المسؤولية ، فكرة القدم الحديثة تعتمد على الجهد الفكري والواقعية في مواجهة الخصوم .

على سبيل المثال تصدر منتخب كوستاريكا صاحب الإمكانيات المتواضعة مجموعته في نهائيات كأس العالم 2014 أمام منتخبات انجلترا و ايطاليا و الأورغواي المصنفات ضمن العشرة الأولى في العالم .

كانت مشاركة جميلة وأوصلت رسالتها السياسية ، لكن سوء الأداء والإعداد خدش جمالها، نعلم أن الخصوم المشاركة أفضل منا بمراحل لذا كان علينا الاجتهاد أكثر في الأعداد ، فالاختبارات القاسية تحتاج لجهد دراسي أكبر للحصول على أفضل نتيجة ممكنة فيها .

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.