انتصر الإعلام الفلسطيني: شكرا طلعت علوي... شكرا سامح حمدان

ثمة انتصار حقيقي دشنه الإعلام المحلي الفلسطيني اليوم بانتهاء مارثون أطول برنامج إذاعي في العالم، والذي بادرت إليه وبثته إذاعة راية أف أم بقيادة الإعلامي الطليعي طلعت علوي، وبإشراف من الجندي المجهول في الحدث المدير العام لشبكة وإذاعة راية أف أم الإعلامية سامح حمدان.
ولا يقتصر الانتصار هنا على دخول الإعلام الفلسطيني لموسوعة جينس للأرقام القياسية العالمية لأول مرة في التاريخ، وتثبيت اسم فلسطين الإعلامي على الخريطة الدولية من أوسع أبوابها، بل أنه تجاوز ذلك في تثبيت مقولة فلسطينية وطنية وحدوية غابت في السنين الأخيرة، ولم تقدر كافة محاولاتنا السياسية والاجتماعية منذ أوسلو أن تؤسس لها، أو أن تتفاعل معها، وتمشي في إطارها. حيث أننا شهدنا ساعات كان فيها مواقف رسمية ومعارضة، علمانية ودينية، من مختلف الأحزاب الفلسطينية، ومؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمواطنين. حيث أن البرنامج استضاف ما يزيد عن 250 ضيفا خلال ساعات بثه الطويلة.
هذه الوحدة التي لمتنا جميعا ووحدت قولنا وعملنا وقضايانا عبر خمسين ساعة إذاعية متواصلة انتهت مساء اليوم الأربعاء بعد أن جمعت في طياتها ودقائقها إبراز لأهم القضايا الفلسطينية التاريخية والآنية في مناحي السياسة ( والانقسام تحديدا)، وإعمار غزة، ومشاكل المياه، والسيطرة الفلسطينية، وملف البطالة، والخريجين الشباب، والمناطق والفئات المهمشة في فلسطين، وكذلك الاحتياجات اليومية للمواطن الفلسطيني. وبشكل جعل فلسطين، كل فلسطين، الفائز الأكبر، والمنتصر الأكبر في قلب العالم أجمع.
إن التحدي الذي جعل هذا الانتصار ممكنا، هو التعاون والدعم الإعلامي الكبير الذي لاقته فكرة المارثون، والتفاف الإعلام المحلي بمعظمه حوله، وتقديم كافة أنواع الدعم والمؤازرة اللازمة حيث تحول مقر إذاعة راية أف أم إلى غرفة عمليات إعلامية حقيقية، ومزار كبير لكافة الإعلاميين، ومن مختلف وكالات الأنباء والإذاعات ومحطات التلفزة الفلسطينية، بل وزاد عن ذلك الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في البلاد.
ولعلنا جميعا نحمل كل رايات الشكر والحب والثناء للإعلامي طلعت علوي على مبادرته، وعلى صموده كل هذا الوقت الطويل، وعلى المعرفة والثقافة التي تمتع بها طوال ساعات البث الأمر الذي جعل هذا المارثون أكثر تفاعلا مع همومنا وأسئلتنا الشخصية والفلسطينية، ومكنه من محاورة جدية مع كافة ضيوفه، بشكل أظهر أهمية كافة المحاور على مختلف الأصعدة الخاصة بها.
ونفس رايات الشكر والحب والثناء نرفعها لطاقم الإعداد والإنتاج في راية أف أم، وكافة الطواقم المساعدة في هذا الإنجاز، ويجب أن نخص بالذكر الجندي المجهول، والذي فاق عمله وبلا شك ال50 ساعة بث، الزميل سامح حمدان المدير العام لراية، وذلك على دأبه، وجهده المتواصل في الترتيب وإدارة الحدث، وفتح كافة أفق التعاون والوحدة ما بين كافة الوسائل الإعلامية الفلسطينية من جهة، والقطاع الخاص من جهة ثانية، والمؤسسات الرسمية من جهة ثالثة في نموذج يحتذى به في الشكل والمقولة والعمل. وكذلك على تنسيقه الطويل لأن يكون البرنامج شعلة حقيقية، وأداة تقدم المساعدات الإنسانية الفورية المختلفة للمواطن الفلسطيني حيث قدم البرنامج ما يزيد عن ثلاثة عشر كرسيا كهربائيا لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك تقديم مساعدات لإنشاء محال تجارية صغيرة للأسر المحتاجة، إضافة لترميم بعض البيوت في نابلس والقدس.

إن فلسطين في أمس الحاجة لهذه المبادرات، وهذا العمل الوحدوي المهني المميز.  وقد أدرك الإعلام الفلسطيني اليوم، وصار على وعي أكبر بأهمية دوره، وقدرته على التأثير والتأسيس في مقولة الوحدة الفلسطينية، وتأسيس الدولة، وبناء مجتمع قادر على الانتصار ومجابهة كافة المخاطر التي تعصف به بسبب الاحتلال والفساد وأيديولوجيات المصالح الفردية والانقسام.
شكرا طلعت علوي,,,, شكرا سامح حمدان.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.