كم أنت مهم أيها الإنسان؟ !

صفحة وفيات

فقط لو تعلم؟!

بعد سبعة أو ثمانية عقود من الجري والعراك في هذه الدنيا... تموت.

وعادةً ما يحدث ذلك فجأة وبدون مقدمات. بهذه البساطة والسهولة، أو بهذه المأساوية والصدمة. في الحالتين لن نختلف!

يضعون عنك خبراً وصورةً في صفحة الوفيات في الجريدة بحجم عمودين للغني/المهم... وعامود واحد للمتوسط، وأحياناً سطرين بدون صورة.

يمر متصفح، وهو يشرب القهوة على عجلٍ، ولا يقف حتى لمجرد ثانية ليتأمل الصورة أو يقرأ اسم صاحبها...

أنت بالنسبة للكثيرين، لستَ سوى إعلان على الطريق... نمر عليك مرور الكرام... دون أن تحرك فكرة الرحيل فيناً ساكناً، وسنمضي وراءك على ذات الطريق... في مسار إجباري باتجاه واحد، سلكه كثيرون قبلنا ولم يرجع منهم أحد... نعرف منهم العدد القليل، ونجهل كثيرين... نلمح طيفهم وحروفاً من أسمائهم في الصفحة الأخيرة لا غير، ذلك ونحن نشرب القهوة على عجلٍ.

وأما في زمان الموت بالجملة -في بلاد العرب أوطاني- فلا وقت ولا مكان لإسم أو لصورة... وبالكاد يوجد متسع لدفن الضحايا! ضحايانا بأيدينا... منا وفينا.

لا وقت لدينا للقراءة... أو للتأمل... للتخيل... أو للشعور... للتفكير أو لحساب الذات. 

ليس لدينا وقت لنضيعه... فعندنا جريٌ متواصل وسفرٌ مستمر.

هل نسافر صوب المعلوم؟ أم صوب المجهول؟ من يدري؟؟

الجواب في الصفحات الخلفية!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.