لعن الله الفتنة وموقظيها

علم فلسطين

 

كلنا يعلم معنى الفتنة وندرك كل أشكالها ومسمياتها، وكلنا يعرف مدى الخطر الذي تحدثه على كل المستويات ومختلف الأوقات ولذلك جاءت ملعونة في ديننا الاسلامي الحنيف وليس هناك ابلغ من تشبيهها بأنها اشد من القتل وكلنا يعرف معنى القتل.

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ما نراه في الفترة الاخيرة وخاصة بعد إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الملعون بعد هذه السنين العجاف والتي أضرت بنا وبقضيتا العادلة وشوهت نضالنا الوطني الفلسطيني والذي دفعنا من اجله آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، خروج البعض من هنا وهناك بتصريحات توتيرية وتعكيرية وخاصة التصريح الأخير لأحد قادة حماس في قطاع غزة الحبيب، وحقا نسيت اسمه ولا اريد ان أتذكره لأنه ينعق ويغذي الانقسام ويدعو للفتنة وكثيرون غيره يتصيدون في المياه العكرة ، ويحاولون الإساءة للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس ابو مازن رغم الصمود الفلسطيني في مواجهة الضغوط والمؤامرات.

ومن الطبيعي ايضا ان يتجاهل المتصيدون هؤلاء التهديدات الإسرائيلية التي توجه للموقف الفلسطيني الصلد والقيادة وعدم توقيعها على اتفاقية الإطار والتي ارتأت القيادة انها لا تلبي طموحات شعبنا في الحرية والاستقلال ورحيل الاحتلال عن ارضنا الفلسطينية المباركة.

فالذي لا يعمل شيئا ولا يقدم للوطن اي شيء، لن يجد أمامه سوى محاولة اثارة الضجيج وبث الفتنة، والمزايدة على من يعملون ويواجهون اعتى القوى من اجل الوصول الى حقوق شعبهم الثابتة المشروعة التي لا تراجع او تنازل عنها تحت اي ظرف.

فكان الأحرى بهذا والذي يسمونه قائد ان يدعو للوحدة وان لا يصرح بأي تصريح يضر بالمصالحة التي تمت، فالكل اصبح يعرف ان هناك حيتان من هذا الطرف ومن ذاك لا يريدون للمصالحة ان ترى النور وذلك من اجل مصالحهم الآنية الضيقة وإنها تمت رغم انفوهم، قليل من الخجل فالأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى ومعراج سيد البشرية جمعاء محمد بن عبدالله صَلِّ الله عليه وسلم يئن من الجراح،  والقدس تستغيث فلا مغيث، وجدار الفصل العنصري والاستيطان يبتلع معظم الاراضي الفلسطينية، والأسرى يعانون ويخوضون معركة الصمود الأسطوري بأمعائهم الخاوية، ويعيشون على الماء والملح من اجل كرامة الوطن والمواطن.

وفي حسن الختام المطلوب من الطرفين ان يعززا الوحدة الوطنية قولا وفعلا، وان يتعاملوا مع بعضهم البعض بحب وإيثار وأخوة صادقة، من اجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على كافة الصعد وتعزيز المواجهة ضد إجراءاته من اجل وقوف كافة القوى المناضلة في العالم معنا ومشاركتها لنا هذه المعركة العادلة، لذلك علينا تعزيز هذه المواجهة ودعم القوى التي تشارك بها وإنهاء الانقسام البغيض الذي عانى منه شعبنا ومازال حتى هذه اللحظة يعاني، فلتكن فلسطين هدفنا والقدس بوصلتنا والأسرى في مقل عيوننا والنصر بإذن الله سيكون حليفنا.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار والحرية لأسرى الحرية والخزي والعار لمن لا يريد الوحدة الوطنية.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.