وقفة مع الهيئة القيادية العليا(غزة)

الهيئة القيادية العليا، لست ادري إن هي ثمة مسمى تنظيمي أو وصف، ولكن ما ادركه كغيري،من أبناء حركة فتح في قطاع غزة،أن هنالك مبنى في غزة تنتصب عليه "قارمة" مكتوب عليها كلمات باللغة العربية ، توحي لك شكلاً بأنك تقف أمام مقرقيادي تنظيمي،لم تشعر به قبلاً (ماضي) ولم تحس بدلائل حياة له(حاضر) ولا بشريات (مستقبل) مجرد "قارمة" وجداول انصراف وحضور، واحتساء لفناجين القهوة لزوم (النميمة والتصنيف) و بعض الصحف على استحياء،وتليفونات خرساء إلا (من حين لآخر) يأتي ما يبدد صمت المكان بـ رنة (بالغلط) ،ثم يتساءل البعض الحريص لم أوضاعنا التنظيمية في غزة تحمل كل هذا السووووء؟؟؟؟؟.

اعذرهم وتساؤلهم ، فهم من المؤمنين بهذه الحركة ،الذين لم يثنيهم عن ايمانهم بفتح كل هذه الحالة من التخبط والعجز ،فقد كان لهم من رأس المال الذي يطاولون به عنان السماء فخراً، وهم على ثقة ايضاً بأن أيام الحركة قادمة مهما تسلق على جسمها من أدعياء المكانةوالنضال ومزاحمتهم بالوكالة لأهل الثقة بين القواعد الذين صدقوا الله والحركة في مشوار التضحية والفداء والنضال وما زالوا كعهد النقاء الأول لزمن الفدائي الأول جنوداً مجهولين لا يبحثون عن موقع شخصي إنما يبحثون لحركتهم أم الجماهير والشهداء عن موقعها الذي يليق وإرثها ماض ٍ وحاضر وأملاً في المستقبل....لقد أثبتت الهيئة القيادية العليا "مع احترامنا للأسماء التي تضمها" فشلها المتواصل على ادارة شؤون الحركة في قطاع غزة وانتقلت بالحركةوابناءها من فشل الى خيبة الى غصة في الحلق متكررة ، دون أن يندى لها جبين بأن تتحلى بأمانة المسؤولية والموقف وتتقدم باستقالتها الكريمة،فيحسب لها منذ لحظة تكوينها الأول على المحاصصة والتبعية والولاء الفردي كحجارة من حصي"السيجة" أو حجارة الشطرنج ،أنها امتلكت يوماً جرأة وشجاعة الاعتراف بعدم الأهلية والقدرة، ولكن للأسف ،حتى قرار الإنسحاب الآمن من المشهد وترك المكان لقيادة جديدة تعبر عن القواعد وعن الوجه الحقيقي الثوري لحركة فتح هي اعجز من ان تتخذه، وقد كان سابقاً أهم ما يميز حركة فتح وقيادتها جرأة اتخاذ الموقف؟؟؟؟ونحن ان تفهمنا صعوبة العمل والأداء التنظيمي للهيئة القيادية في ظل الانقسام ، فليس معناه أن الأمر مستحيلاً،فتركن الى ذريعة توصيف الحال للتهرب من استحقاق السؤال، فالمستحيل في العرف الوطني لا محل له في الإعراب الثوري، سوى العجز والفشل ، وهذا وحده مبرراً كافياً بأن يتقدموا باستقالتهم الجماعية الطوعية بمبرر عدم الكفاءة والأهلية، هذا هو نهج القائد وديدنه ،وهذه هي الأعراف التنظيمية لتوصيف "القيادة" في الممارسة ، وهذا ايضاً ما لاينطبق على هذه الهيئة توصيفاً ،لذا نجدها تحتمي خلف "الإسم" استمراراً ووجوداً ، وحتى هذا الإلتحاف والاحتماء فشلت عن الإيفاء بمستحقاته طوال الفترة السابقة التي احتدم فيها الاحتقان الفتحوي في قطاع غزة بعد اجتماع المجلس الثوري ،فلم نسمع منها كلمة مسؤولة تدل على حرص تنظيمي يصون وحدتنا الحركية، وبالتالي لم نسمع منها موقفاً وطنياً أوتنظيمياً في معركة التوابث والتهديدات اليومية للقيادة الفلسطينية والسيد الرئيس أبو مازن، وكأن الأحداث تدور على مجرة أخرى، ولشعب وقيادةو قضية تدور احداثها على نبتون أو الزهرة...إن هيئة تكتفي بتقديم طلبات أمنية للحصول على تراخبص لفعاليات شعبية ووطنية ،تحت ضعف تفسير آية "وكفى الله المؤمنين شر القتال" هيئة هزيلة لاتغني ولا تسمن من جوع ، ويجب اخضاعها بقوة الحق الوطني والتنظيمي لمطلب تقديم استقالتها كرهاً أو طوعاً وعلى اللجنة المركزية لحركة فتح إن ما زالت على حرصها "المعلن" على استنهاض الحركة وتصويب مسارها أن تطلع بدورها المؤتمنة عليه تكليفاً ،بإجراء مراجعة نقدية عاجلة لهذا الجسم التنظيمي الطارئ واعادة هيكلته على اسس ثورية وتنظيمية حقيقية معبرةً عن ارادة ووعي وطموح ابناء الحركة في قطاع غزة، كي لا نضطر الى تغييره بقوة الحق أو عزله بقوة الإرادة اضطرارياً....

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.