جدول "إشاعات الثلوج " خلال الأسبوعين الماضيين !

الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها . دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار . وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها.

والإشاعات كثيرة ومختلفة، إلا أن معظمها يصنف بين ثلاثة أصناف: الشائعات الزاحفة ، وشائعات العنف، والشائعات الغامضة .

والشائعات قد تلعب دوراً حاسماً في هزيمة الدول ، لذلك فإن الدول التي تعاني من ضعف ثقافي على مستوى المجتمع تكون عرضة للاختراق والهزيمة من العدو بشكل أكبر من المجتعات المثقفة .

وفي احصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلنا من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من مُتاوتري المعلومة !

وفي حديثنا عن الإشاعات، نستذكر معكم "جدول الإشاعات" التي صدرت بالترتيب بعد عاصفة يالو الثلجية التي ضربت فلسطين وبلاد الشام قبيل منتصف ديسمبر من العام الفائت :

1- عاصفة ثلجية يوم الأربعاء ( بعد عاصفة يالو بـ 5 أيام ) .

2- عاصفة ثلجية في 23 ديسمبر.

3- عاصفة ثلجية في 27 ديسمبر .

4- عاصفة ثلجية في 3/1/2014.

وكان "طقس فلسطين " قد نفى هذه الإشاعات جملة وتفصيلاً  وأعلن أن هذه الإشاعات لا أساس لها من الصحة وجميعا مختلق وملفّق ، ولكن مجتمعاتنا لا تتبنى التفكير العلمي المنهجي السليم ، فتتلقّف الأنباء وتنقلها بسرعة البرق للأسف بدون تحرٍّ وبدون تدقيق ، وهذا لمسناه بشدّة خلال الفترة الماضية.

في الحقيقة إذا نظرنا الى الموضوع بعمق أكبر فإن الإشاعات صدرت من أشخاص قليلين ..ولكن كيف انتشرت؟

الإشاعة تعتمد على معادلة صعبة جداً في الرياضيات ، وقد حاول كل من ألبورت وبوستمان أن يضعا قانوناً أساسياً للشائعة في شكل معادلة جبرية، ووصلا إلى أنه من الممكن وضع معادلة عن شدة الشائعة على النحو التالي:

شدة الشائعة= الأهمية * الغموض.

وفي الواقع أيضاً يمكن أن يكون كل واحد فينا طرفاً بارزاً في نشر الإشاعة ، حيث عندما يسمع خبراً يقوم بنشره للناس المحيطين حوله كأن يقول " سمعتهم يقولون كذا وكذا " أو يقول " سمعت من البعض كذا وكذا " وهذا داخل في موضوع الكذب ، لأنه لم يسمع من مصدر حقيقي ، وإنما نقل ما يتكلم به المحيط حوله بدون تثبت وبدون تحقق ، فكان دوره مهماً في نشر الإشاعة.

وفي هذا الشأن يقول الله تعالى في القرآن الكريم : "يا أيُّها الّذين آمنُوا إن جاءكُم فاسقٌ بنبأ فتبيّنُوا.." فجعل الله من نقل الخبر دون تثبّت من الفاسقين .

ورغم أن الوقوف بوجه الإشاعات أمر صعب لأنها تنتشر كالنار في الهشيم ، إلا أن الحد منها ممكن عن طريق نشر الوعي وثقافة التثبت من الأخبار قبل نشرها ، وتعزيز الثقافة المجتمعية أمر هام في هذا الصدد.

-نشرت في موقع طقس فلسطين 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.