سيناريو نقل الأخبار على الطريقة الفلسطينية

 بعد أحداث الخليل الأخيرة ومقتل الجندي بالطريقة التي لا أعلم كيف قتل فيها للآن، تناقلت وسائل الإعلام المحلي ما ينقله إعلام الاحتلال بأن العملية تمت عن طريق قناص فلسطيني .. وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغني بالعملية. لا أنكر أنني لم أكن سعيدا بهذه الأخبار، ولربما كنت أحد الذين كتب وتغنى وانبسط بهذه العملية ولكن .. المشهد يتكرر يومياً، فبعد أحداث ليلة الأمس في مستوطنة "بسيجوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة وإحياء ذاكرة الاجتياحات التي واكبناها في الانتفاضة الثانية؛ عدنا من جديد وتناقلنا رواية إعلام الاحتلال بأن قناص الخليل ظهر مجدداً في البيرة .. وأعدنا الكرّة من جديد، حيث أن القناص عاد وهيأت لنا أنفسنا أن الاجتياح قد بدأ.

وعلى فرض أن الرواية صحيحة، دعونا نتخيل السيناريو التالي:

-حادث الخليل : لم لا تكون الرواية من إعلامنا وحتى من النشطاء ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أن الجندي قتل بنيران "صديقة"، وأن جندياً محتلاً قتل جندياً آخر. هل يستطيع أحد أن يثبت أو ينفى هذه الافتراضية لهذه اللحظة مع العلم أن جهاز مخابرات الاحتلال لم يستطع لهذه اللحظة فك شفيرة اللغز. فلماذا نحن نحاول إرباك من قام فيها بنشر الأخبار والإشاعات، بما يعطي المحتل حجة وبرهانا بأننا كفلسطينيين المسؤولون عن هذا العمل.

- حادث "بسجوت": لماذا لا نقول أن ما حدث هو طوشة ما بين مستوطنة وآخر وقام بإطلاق النار على الفتاة،" هو فش طوشات إلا عنا العرب؟ والطخ في المشاكل؟ أو ليش ما تكون البنت انطعنت ع قضية شرف؟ مش يمكن أبوها مسكها بتلعب مع إبن الجيران؟".  الاحتلال وإعلامه لم يعلن بشكل نهائي عن أحداث الليلة الماضية، جهة تدعي أنه قناص وأخرى تعتقد أن ما جرى عملية طعن، ومصدر ثالث أشار إلى أنها محاولة سرقة، هذا فضلا عن التسلسل المريب والمشكوك بأمره فيما يخص الحالة الصحية للفتاة، من وفاة إلى إصابة شديدة الخطورة إلى خطرة قبل أن يتضح أنها طفيفة أو لا تكاد تذكر وأنها نجمت عن خطا شخصي من الفتاة نفسها!.

لم يثر دهشتي من قال: "حاسس حالي اتجوزت حبيبتي .. والله مزهزه" وذلك رداً على سؤاله عن ردة فعله لدى ورود خبر عملية القنص في رام الله، ولا يختلف اثنان على هذا الشعور، ولكن في الأمس القريب في حرب غزة قام الاحتلال بعمل تقارير عن نفسية الكلاب والقطط في ظل صواريخ المقاومة، ونحن الآن في معركة اعلامية إلكترونية، فيها أيضاً خاسر ورابح، ويجب علينا ان نكون فاعلين في استخدام وسائل الاعلام الجديد، لا ناقلين عن وسائل إعلام المحتل ومروجين لدعاياته ضدنا.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.