يا جلاد اجلد قضاتك

سمعت ذلك مرار وتكرار ،فما ان تدخل الى محكمة ويكون عندك قضية ما ، حتى يبدأ القاضي بالقول لك مذنب؟ فيجب عليك ان تقول نعم مدنب حتى لو كنت غير ذلك، وان قلت انك غير مذنب فكما نقول بالعامية"إمك دعت عليك".

هل سأل ذلك القاضي نفسه هل هو مذنب بذلك السؤال أو لا؟؟ كم من متهما كتب ضده العديد من التهم ولخوفه من إصدار حكم غير عادل عليه لا يجد الا الإقرار بذنب لم يقترفه.

لا تفسير لغير هذا التفسيرات ،فإما ان ذلك القاضي غير مرتاح لما يرتديه "المتهم"من ملابس ، وبالتالي فإن القاضي تبدأ روحه بالزهق، او ان كل الناس بعيون ذلك القاضي متهمون ،او إن لذلك القاضي ثأرا من قبل ان يولد عند كل متهم يمّر عليه بقضية ما، أو تفسيرا اخرا اعتقد أنه الأصح ربما وهو ان ذلك القاضي يعمل في عمل جزئي أخر وبالتالي لا يريد ان يسمع للناس ومدافعتهم عن قضاياهم لكي لا يتأخر عن الوقت المطلوب.

تعجبني الأية القرانية التي تقول "وإن حكمتم بين الناس فأحكمو بالعدل"، نعم ربما يحكم بالعدل، لكن أين أساس العدل في قضية لا يسمح القاضي لمتهم بالدفاع عن نفسه.

اذا كان لا يوجد من أحد لا يتنقد القضاء ،فأنا اقول ان من حق تلك القضاة أن يفعلوا أكثر من ذلك،حتى بدون أن يسأل ذلك القاضي المتهم بأنه مذنب او لا،فيكتفي بإصدار حكم بدون حتى ان يرى ذلك المتهم.

لكن أهو الخوف؟ أم أن الناس لم تعد عندهم إحساس لكثرة الكبت؟أم أن مشاغل الحياة أصبحت كبيرة وبالتالي لا وقت للتفكير بتلك القضايا؟ ،لكن ايا كانت الأسباب فلم اقتنع بشخص لا يدافع عن نفسه أمام شخص مثله مزين برتبة قانونية ربما هو لا يعرف أن من بنودها السماع للمتهم .

يعجبني تلك الحالة التي كانت تصطحب إبنها الذي لم يتجاوز 10 سنوات في قضية ما الى أحد المحاكم ، حيث ان تلك المرأة قد رفعت يديها الى فوق بدون قصد أو اي اشارة تدل على أنه تصرف سيئ، وهو ما دفع ذلك القاضي الى الصراخ عليها وتهديدها بالسجن.

من أنت لتسجن إمراة رفعت يديها ؟ اذا كان رفع اليد ممنوع ،ماذا تقول لمن يرفع شعر رأسه المرفوع طوال وقت حضوره أمامك؟ هل ستعطيه إعداما ، ام مؤبدأ؟ أم ستكتفي بتغريمه وسجنه لعدة أيام؟

يا سيادرة رئيس المجلس الأعلى فريد الجلاد،كلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته ، لم يكن منصب رئيس المجلس الأعلى لأن تجلس في مكتب ولا تعرف ما هي التصرفات الخاطئة التي يقوم بها بعض القضاة، نعم تصرفات خاطئة ،اعيد وأكرر عدم الخوف تكررات خاطئة، هم من يفعلوها لكن انت أيضا مسؤول عنها.

اذا لم تصل الرسالة فأنا أول من سيعيد البطاقة الحمراء التي رفعت في وجه الحكومة السابقة ، وسأرفعها في وجه القضاء ، ليس في مضمون القضاء وإنما في الأخطاء المتراكمة في المحاكم وفي شخصيات القضاة.

أقول اخيرا انا مسؤول عن كل كلمة قلتها وأقول مسبقا أنني لو طلبت الى قضية ما مستقبلا ، لن أقول مذب أبدا في قضية لم أقترفها ، حتى لو كانت نتائج ذلك بالأثر السلبي علي أنا شخصيا

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.